معاني القرآن

قائمة الکتاب

البحث

البحث في معاني القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

ومن سورة الأنبياء

قال (وأسرّوا النّجوى) [الآية ٣] كأنه قال (وأسرّوا) ثم فسره بعد فقال : «هم (الّذين ظلموا) [الآية ٣]» أو جاء هذا على لغة الذين يقولون «ضربوني قومك».

وقال (فسئلوهم إن كانوا ينطقون) [الآية ٦٣] فذكّر الأصنام وهي من الموات لأنها كانت عندهم ممن يعقل أو ينطق.

وقال (ومن الشّيطين من يغوصون له) [الآية ٨٢] فذكر الشياطين وليسوا من الإنس إلّا أنّهم مثلهم في الطاعة والمعصية. ألا ترى أنك تقول «الشياطين يعصون» ولا تقول : «يعصين» وإنما جمع (يغوصون) [الآية ٨٢] و (من) في اللفظ واحد لأن (من) في المعنى لجماعة. قال الشاعر : [الكامل]

٢٤٨ ـ لسنا كمن جعلت إياد دارها

تكريت تنظر حبّها أن يحصدا (١)

وقال : [المتقارب]

٢٤٩ ـ أطوف بها لا أرى غيرها

كما طاف بالبيعة الرّاهب (٢)

فجعل «الراهب» بدلا من «ما» كأنه قال «كالذي طاف» وتقول العرب : «إنّ الحقّ من صدّق الله» أي : «الحقّ حقّ من صدّق الله».

وقال (خلق الإنسن من عجل سأوريكمءايتى فلا تستعجلون) [الآية ٣٧] يقول : «من تعجيل من الأمر ، لأنّه قال : (إنّما قولنا لشىء إذا أردنه أن نّقول له كن فيكون) [النحل : ٤٠] فهذا العجل كقوله (فلا تستعجلوه) [النّحل : الآية ١] وقوله (فلا تستعجلون) [الأنبياء : الآية ٣٧] فإنّني (سأريكم آياتي).

وقال (إنّ السّموت والأرض كانتا رتقا) [الآية ٣٠] قال (كانتا) لأنه جعلهما

__________________

(١) البيت للأعشى في ديوانه ص ٢٨١ ، ولسان العرب (منن) ، وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٤٠٢ ، و٤٠٣ ، ٣ / ٢٥٦ ، ومغني اللبيب ٢ / ٥٤١ ، ولسان العرب (كرت).

(٢) البيت بلا نسبة في الأزهية ص ٨٤ ، وتذكرة النحاة ص ٣٤٦.