ننشرها) [٢٥٩] من «نشرت» التي هي ضدّ «طويت» وقال بعضهم (ننشرها) لأنه قد تجتمع «فعلت» و «أفعلت» كثيرا في معنى واحد تقول : «صددت» و «أصددت» وقد قال (ثمّ إذا شآء أنشره) (٢٢) [عبس : الآية ٢٢] وقال بعضهم (ننشزها) [الآية ٢٥٩] أي : نرفعها. تقول : «نشز هذا» و «أنشزته».
وقال (أعلم أنّ الله على كلّ شىء قدير) [الآية ٢٥٩] إذا عنى نفسه. وقال بعضهم (قال اعلم) جزم على الأمر كما يقول : «اعلم أنّه قد كان كذا وكذا» كأنه يقول ذاك لغيره وإنما ينبه نفسه والجزم أجود في المعنى إلا أنه أقل في القراءة والرفع قراءة العامة وبه نقرأ.
وأما قوله (ربّ أرنى كيف تحى الموتى) [الآية ٢٦٠] فلم يكن ذلك شكا منه ، ولم يرد به رؤية القلب ، وإنما أراد به رؤية العين.
وقول الله عزوجل له (أولم تؤمن) [الآية ٢٦٠] يقول : «ألست قد صدقت» أي : أنت كذاك. قال الشاعر : [الوافر]
ألستم خير من ركب المطايا |
|
وأندى العالمين بطون راح (١) |
وقوله (لّيطمئنّ قلبى) [الآية ٢٦٠] أي : قلبي ينازعني إلى النظر ، فإذا نظرت اطمأن قلبي.
قال (فخذ أربعة من الطير فصرهنّ اليك) [الآية ٢٦٠] أي : قطّعهنّ ، وتقول منها : «صار» «يصور». وقال بعضهم (فصرهنّ) [الآية ٢٦٠] فجعلها من «صار» «يصير» وقال (إليك) لأنه يريد : «خذ أربعة إليك فصرهنّ».
وقال (كمثل جنّة بربوة) [الآية ٢٦٥] وقال بعضهم (بربوة) [الآية ٢٦٥] ، و (بربوة) [الآية ٢٦٥] ، و (برباوة) و (برباوة) كلّ من لغات العرب وهو كله من الرابية وفعله : «ربا» «يربو».
وقال (كمثل صفوان) [الآية ٢٦٤] والواحدة «صفوانة». ومنهم من يجعل «الصّفوان» واحدا فيجعله : الحجر. ومن جعله جميعا جعله : الحجارة مثل : «التمرة» و «التمر». وقد قالوا «الكذّان» : «الكذّانة» وهو شبه الحجر من الطين.
قال (فآتت أكلها ضعفين) [الآية ٢٦٥] وقال (مختلفا أكله) و «الأكل» :
__________________
(١) تقدم البيت مع تخريجه برقم ٣٣.