ويكون فيهما النصب. فمن نصب (وأمّا ثمود) [فصّلت : الآية ١٧] نصب على هذا.
وأما قوله (يدخل من يشآء فى رحمته والظّلمين أعدّ لهم) [الإنسان : الآية ٣١] وقوله (ءأنتم أشدّ خلقا أم السّمآء بنها) (٢٧) [النّازعات : الآية ٢٧] ثم قال (والأرض بعد ذلك دحها) (٣٠) [النّازعات : الآية ٣٠] وقال (الرّحمن (١) علّم القرءان (٢) خلق الإنسن (٣) علّمه البيان) (٤) [الرحمن : ١ ـ ٤] ثم قال (والسّماء رفعها ووضع الميزان) (٧) [الرّحمن : الآية ٧] وقال (وكلّا ضربنا له الأمثل وكلّا تبّرنا تتبيرا) (٣٩) [الفرقان : الآية ٣٩] فهذا إنما ينصب وقد سقط الفعل على الاسم بعده لأن الاسم الذي قبله قد عمل فيه فأضمرت فعلا فأعملته فيه حتى يكون العمل من وجه واحد. وكان ذلك أحسن ، قال الشاعر : [الوافر]
٥٦ ـ نغالي اللحم للأضياف نيئا |
|
ونرخصه إذا نضج القدور (١) |
يريد «نغالي باللحم» فإن قلت (يدخل من يشآء) [الشّورى : الآية ٨] ليس بنصب في اللفظ فهو في موضع نصب قد عمل فيه فعل كما قلت : «مررت بزيد وعمرا ضربته» ، كأنك قلت : «مررت زيدا» وقد يقول هذا بعض الناس. قال الشاعر : [المنسرح]
٥٧ ـ أصبحت لا أحمل السلاح ولا |
|
أملك رأس البعير إن نفرا (٢) |
والذيب أخشاه إن مررت به |
|
وحدي وأخشى الرياح والمطرا |
وكلّ هذا يجوز فيه الرفع على الابتداء والنصب أجود وأكثر.
وأما قوله (يغشى طائفة منكم وطائفة أهمتهم أنفسهم) [آل عمران : ١٥٤] فإنما هو على قوله «يغشى طائفة منكم وطائفة في هذه الحال». وهذه واو ابتداء
__________________
ـ ١ / ٨٢ ، وتاج العروس (وصل) ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٢٩٦ ، وتخليص الشواهد ص ١٧٩ ، وشرح المفصل ٤ / ٩٦ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٦٩ ، والمقتضب ٢ / ٧٧.
(١) البيت لرجل من قيس في جمهرة اللغة ص ١٣١٧ ، وأساس البلاغة (غلو) ، وبلا نسبة في لسان العرب (رخص) ، (سفه) ، وجمهرة اللغة ص ١٣١٩ ، وتاج العروس (رخص) ، (غلا) ، وتهذيب اللغة ٨ / ١٩١ ، وديوان العرب ٤ / ١٢١.
(٢) البيتان للربيع بن ضبع الفزاري في أمالي المرتضى ١ / ٢٥٦ ، وحماسة البحتري ص ٢٠١ ، وخزانة الأدب ٧ / ٢٨٤ ، والدرر ٥ / ٢٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٦ ، والكتاب ١ / ٩٠ ، ولسان العرب (ضمن) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٩٧ ، ونوادر أبي زيد ص ١٥٩ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧ / ١٧٣ ، وأوضح المسالك ٣ / ١١٤ ، والرد على النحاة ص ١١٥ ، والمحتسب ٢ / ٩٩.