[العنكبوت : الآية ٣٣] فالنصب وجه الكلام لأنّك لا تجري الظاهر على المضمر ، والكاف في موضع جرّ لذهاب النون. وذلك لأن هذا إذا سقط على اسم مضمر ذهب منه التنوين والنون إن كان في الحال وإن لم يفعل ، تقول : «هو ضاربك الساعة أو غدا» و «هم ضاربوك». وإذا أدخلت الألف واللام قلت : «هو الضارب زيدا» ولا يكون أن تجرّ زيدا لأن التنوين كأنه باق في «الضارب» إذا كان فيه الألف واللام ، لأن الألف واللام تعاقبان التنوين. وتقول : «هما الضاربان زيدا» و «هما الضاربا زيد» لأن الألف واللام لا تعاقبان التنوين في الاثنين والجمع.
فاذا أخرجت النون من الاثنين والجمع من أسماء الفاعلين أضفت وإن كان فيه الألف واللام ، لأن النون تعاقب الإضافة. وطرح النون ها هنا كطرح النون في قولك : «هما ضاربا زيد» ولم يفعلا ، لأن الأصل في قولك : «الضاربان» إثبات النون لأن معناه وأعماله مثل معنى «الذي فعل» وأعماله. قال الشاعر : [المنسرح]
٦٣ ـ الحافظو عورة العشيرة لا |
|
يأتيهم من ورائنا نطف (١) |
وفي كتاب الله (والمقيمى الصّلوة) [الحجّ : الآية ٣٥] وقد نصب بعضهم فقال (والمقيمى الصلاة) [الحجّ : الآية ٣٥] و «الحافظو عورة» استثقالا للإضافة كما حذفت نون «اللذين» و «الذين». قال الشاعر : [الكامل]
٦٤ ـ أبني كليب إنّ عمّيّ اللذا |
|
قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا (٢) |
__________________
(١) البيت لعمرو بن امرىء القيس في خزانة الأدب ٤ / ٢٧٢ ، و٢٧٤ ، ٢٧٦ ، والدرر ١ / ١٤٦ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٢٧ ، ولقيس بن الخطيم في ديوانه ص ١١٥ ، وملحق ديوانه ص ٢٣٨ ، ولعمرو بن امرىء القيس أو لقيس بن الخطيم في لسان العرب (وكف) ، ولشريح بن عمران ، أو لمالك بن العجلان في شرح أبيات سيبويه ١ / ٢٠٥ ، ولرجل من الأنصار في خزانة الأدب ٦ / ٦ ، والكتاب ١ / ١٨٦ ، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٣٢٤ ، وإصلاح المنطق ص ٦٣ ، وجواهر الأدب ص ١٥٥ ، وخزانة الأدب ٥ / ١٢٢ ، ٤٦٩ ، ٨ / ٢٩ ، ٢٠٩ ، ورصف المباني ص ٣٤١ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٣٨ ، والكتاب ١ / ٢٠٢ ، والمحتسب ٢ / ٨٠ ، والمقتضب ٤ / ١٤٥ ، والمنصف ١ / ٦٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٤٩.
(٢) البيت للأخطل في ديوانه ص ٣٨٧ ، والأزهية ص ٢٩٦ ، والاشتقاق ص ٣٣٨ ، وخزانة الأدب ٣ / ١٨٥ ، ٦ / ٦ ، والدرر ١ / ١٤٥ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٣٦ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٢ ، وشرح المفصل ٣ / ١٥٤ ، ١٥٥ ، والكتاب ١ / ١٨٦ ، ولسان العرب (فلج) ، (خظا) ، (لذي) ، والمقتضب ٤ / ١٤٦ ، وتاج العروس (لذي) ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٣٦٢ ، وأوضح المسالك ١ / ١٤٠ ، وخزانة الأدب ٨ / ٢١٠ ، ورصف المباني ص ٣٤١ ، وشرح ديوان الحماسة ـ