مناظراته وأبحاثه العلمية مع العلماء :
في هذا الفصل نذكر نبذا من أبحاثه مع العلماء والأساتذة وهذه الأبحاث تدلّنا على مدى تضلّع هذا المحقق ونبوغه منذ نشأته الأولى. حينما تشرّف الشيخ الأنصاري مع والده لأول مرة بزيارة كربلاء زارا مرجع الوقت فيها وهو السيد محمد المجاهد بن صاحب الرياض ، بعد أن رحّب بهما دار بحث في مسألة صلاة الجمعة ووجوبها وحرمتها في عصر غيبة الامام المنتظر «ع» ، ذكر السيد وجوها تدلّ على حرمة اقامة صلاة الجمعة ، وكان الشيخ الأنصاري ساكتا يصغى لكلام السيد وبعد ما ذكر تلك الأدلة التي تدلّ على حرمة صلاة الجمعة في عصر الغيبة ، أخذ الشيخ يذكر ويبيّن من الأدلة النقلية التي تدلّ على وجوب اقامة صلاة الجمعة في عصر الغيبة بحيث مال السيد الى الوجوب بعد ما كان يتبنّى الحرمة ، ثمّ أخذ الشيخ الأنصاري يفنّد ويبطل الأدلة التي ذكرها هو أولا لا ثبات وجوب صلاة الجمعة ، فتعجّب السيد من تسلّط الشيخ وقوة باعه في الاستدلال والمناظرة ، سأل من هذا الشاب؟ أجاب والد الشيخ الأنصاري : انّه ولدي ، فرحّب به السيد.
ومن المسائل الجديرة بالذكر تلك التي وقعت للشيخ في اصفهان حيث كان يحضر بحث السيد الشفتي الزعيم الديني فيها ، وفي أحد الأيّام دار البحث حول مسألة فقهية غامضة ، وقد أثار السيد شبهة على مباني تلك المسألة ، ثمّ طلب الجواب من الحاضرين ، وقد كان في ذلك الوقت يجلس الى جنب الشيخ الأنصاري أحد الطلبة ، فشرح الشيخ الأنصاري حلّ تلك الإشكالات لذلك الطالب ، وانصرف من المجلس ، فذهب الطالب الى السيد الشفتي ليجيبه عن المسألة ، فتعجّب السيد من جوابه ، غير انّه أدرك انّ هذا الطالب غير قادر على مثل هذا الجواب ، فسأله عن مصدر هذا الجواب؟ فلمّا عرف حقيقة الأمر أخذ يبحث عن الشيخ الأنصاري ، وقد قرر زيارته في بيته ، إلّا انّ الشيخ أبى إلّا أن يبدأ هو بزيارة السيد الشفتي باعتباره زعيم الأمة في ذلك الوقت ، فقصد كلّ منهما الآخر ، غير انّهما تلاقيا في الطريق ، فأخذ السيد الشفتي الشيخ الى بيته