مكرما معززا فمكث عنده شهرا.
ومنها انّه لما ذهب الى كاشان وحضر درس العلّامة النراقي وفي هذا الأثناء دار البحث حول مسألة فقهية يكتنفها بعض الغموض ممّا أدّى الى حصول مناقشة بين الشيخ الأنصاري والعلّامة النراقي استمرّت ساعات ، كان العلّامة النراقي خلالها يغدق على الشيخ أدلته ، والشيخ يتصدّى لمناقشتها ، ومنذ ذلك الوقت وجد الشيخ في العلامة النراقي بغيته التي ينشدها في ترحاله في كاشان وواظب على حضور درسه.
نبذ من أحواله وأخلاقه الكريمة :
كان شيخنا الأنصاري جامعا لأمور قلّما يتّفق وجودها في شخص واحد ، فكان مدرسا ومربيا للفضلاء الذين كانوا يحضرون معهده الدراسي ، فبرز من معهده جماعة كبيرة من المجتهدين والفضلاء المبرزين ، ونشروا آراءه وأفكاره العلمية في أصقاع البلدان الاسلامية.
والى جنب ذلك كان مرجعا دينيا متكفلا لادارة الطلاب والقيام بالأمور التي تتعلّق بالأموال التي كانت ترسل اليه وصرفها في مواردها اللازمة.
وكان يجيب عن الاستفتاءات التي تصل اليه من جميع البلدان الاسلامية.
ومن أخلاقه وسلوكه انّه كان زاهدا في العيش فلم تشغله الزعامة والرئاسة ، فكان يعيش في بساطة من العيش.
أعطاه رجل من المخلصين له مبلغا لشراء دار يسكنها ، وسافر الى مكة المكرمة ، أخذ الشيخ تلك الأموال وبنا بها مسجدا ، وهو لا يزال عامرا باقامة الجماعة والصلوات ، ويعدّ أحد المراكز العلمية الحافلة بالبحث والدرس في النجف الأشرف ، ويقع في محلة الحويش.
ولمّا رجع الباذل من سفره الى بيت الله الحرام سأل الشيخ عن الدار؟ فقال الشيخ : نعم اشتريت ، فجاء به الى ذلك المسجد.
توفي المحقق الأنصاري عام (١٢٨١) ودفن في الصحن الشريف في النجف الأشرف.