آثاره العلمية :
لا تزال المعاهد العلمية كالنجف الأشرف وقم وغيرها تتغذّى من تراثه العلمي في الفقه والأصول.
انّ البحوث العلمية التي تضمنتها كتب الفقه والأصول جاءت أفكارها مفككة مبعثرة ، مع انّ الذين كتبوها كانوا على قدر كبير من العلم والفضل ، ومع انّ تلك الأفكار كانت أفكارا ثمينة ونافعة ونادرة ، ومرجع ذلك الى انّ أساليب الكتابة لم تبلغ بعد المستوى المطلوب من النضج ، كما انّه لم يكن هناك منهج واضح في البحث والاستدلال.
ثمّ جاء شيخنا الأعظم الأنصاري ، في مثل هذه الظروف فقدّر له أن يكرّس جهوده الجبّارة في نظم هذه الدفائن الثمينة ويرتّبها أحسن ترتيب ، ويهذّبها أحسن تهذيب ، ويفرّق بين غثّها وسمينها ، ومن ثمّ أصبح علم الأصول في عصر هذا المحقق كأنّه الشيء المتولد من جديد ، اذ أتى بفكره الصائب وعمق نظره الراسخ بما يبهر به العقول ويعجز عنه الفحول من أساطين علماء الفقه والأصول.
ولأجل ذلك يطلق على الشيخ الأنصاري كلمة «المؤسس» ، وقد أصبح فهم مراده والوصول اليه دليلا لتبحّر المحققين.
وامّا آثاره العلمية الخالدة منها :
«كتابا الرسائل والمكاسب» ففي هذين الكتابين يجد المحقق تأسيس قواعد جديدة ، وعناوين فقهية وأصولية في قوالب ألفاظ عذبة مناسبة لمعانيها الراقية ، التي ولدت من فكره الوقّاد ولم تكن لها سابقة في عالم الوجود. فهذين الكتابين وحيدين في موضوعهما منذ خرجا من قلمه الشريف وهو عام (١٢٧٥) الى عصرنا هذا ، وعكف عليهما العلماء والفضلاء ، وازدهرت بهما الحوزات العلمية والمعاهد الدينية بحثا وتدريسا.
وامتاز شيخنا الأنصاري بهذين الأثرين بكون آرائه ونظرياته في علمي الفقه