٤ ـ آل بابويه :
من بيوتات الفقه والحديث في قم ومن فقهاء الشيعة ومحدّثيهم.
فكان والد الصدوق علي بن الحسين بن بابويه من رؤساء المذهب وفقهائهم ، قال العلامة : شيخ القميين في عصرهم وفقيههم وثقتهم (١) ، وولده محمد بن علي بن بابويه من أعظم فقهاء الشيعة ومحدّثيهم وصاحب أحد المجاميع الأربعة للشيعة.
ومن الآثار الخالدة للشيعة حصيلة هذا المعهد الكبير تدوين المجاميع الحديثية الموسعة ك :
١ ـ الكافي ، تأليف محمد بن يعقوب الكليني ، فهذه الموسوعة الكبيرة المدونة في الأصول والفروع تعدّ من أعظم الآثار الباقية لدى الطائفة ، فكان هذا الأثر الكبير مبكّرا في بابه في تبويب الحديث وتنظيم أبواب الفقه والأصول.
يقول في مطلع الكتاب مؤلفه ثقة الاسلام الكليني : كتاب كاف يجمع من جميع فنون علم الدين ما يكتفى به المتعلّم ، ويرجع اليه المسترشد ، ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين «ع» (٢).
قال المفيد في وصف كتاب الكافي : من أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدة (٣).
وقال الشهيد الأول في اجازته لابن الخازن : كتاب الكافي في الحديث الذي لم يعمل مثله (٤).
وهذا السفر الجليل يعدّ أحد المجاميع الأربعة لفقه الشيعة وبناء الاجتهاد عليها.
٢ ـ من لا يحضره الفقيه :
لمحمد بن علي بن بابويه القمّي ، فانّه بعد كتاب الكافي يكون المصدر الثاني
__________________
(١) الخلاصة / ٩٤.
(٢) أصول الكافي ١ / ٨.
(٣) تصحيح الاعتقاد / ٢٧.
(٤) بحار الأنوار ٣ : ٦٧.