(وهو المتبحّر والمطّلع على كثير من أصول القدماء وكتبهم).
إنّ الافتاء لم يكن شايعا في زمان الكليني ، وما قبله بل كان مدارهم على نقل الأخبار ، وكانت تصانيفهم مقصورة على جمعها وروايتها ، مقصوده الشيعة الامامية وإلّا فالسنة كانت الفتاوى عندهم أكثر من أن تحصى (١).
ومن علماء هذه المدرسة أبو منصور الصرّام النيشابوري المتكلّم المشهور صاحب كتاب «بيان الدين في الأصول» وله كتاب في ابطال القياس (٢).
قال الشيخ أبو جعفر الطوسي في الفهرست : قرأت على أبي حازم النيشابوري أكثر كتاب بيان الدين ، وكان قد قرأه عليه ، قال ورأيت ابنه أبا القاسم وكان فقيها وسبطه أبا الحسن ، وعدّ من كتب أبي منصور بن وضاح كتاب «تفسير القرآن» وكتاب «ابطال القياس» ... وعلى هذا فهو من أهل القرن الثالث ، ومن أقران الكليني.
ومنهم : ابن داود وهو محمد بن أحمد بن داود بن علي بن الحسن شيخ هذه الطائفة وعالمها ، وشيخ القمّيين في وقته وفقيههم ، يعرف بابن داود كثير العلم ، كثير التصنيف ، له في مسائل أصول الفقه كتاب «مسائل الحديثين المختلفين» توفي سنة ثمان وستين وثلاثمائة ، ودفن بمقابر قريش كما في فهرست النجاشي وغيره من كتب الامامية (٣).
الشيخ المفيد :
و (منهم) : أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الملقّب ب «المفيد» البغدادي (٣٣٦ ـ ٤١٣).
قال النجاشي ... شيخنا وأستاذنا رضي الله عنه فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم ، له كتب (وعدّ منها) كتاب في القياس ، وكتاب مسألة في القياس مختصر ، وكتاب الاعلام جواب المسائل في اختلاف
__________________
(١) أدوار علم الفقه وأطواره لكاشف الغطاء / ٢٢٨.
(٢) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام / ٣١٢ ـ ٣٣٣.
(٣) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام / ٣١٢.