الأخبار ، كتاب النكت في مقدمات الأصول (١).
وقال العلامة المحقّق آغابزرك : أصول الفقه للشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي البغدادي المتوفى سنة (٤١٣) ، ذكره النجاشي ، ورواه عنه العلامة الكراجكي ، وأدرجه مختصرا في كتابه كنز الفوائد المطبوع ، وهو مشتمل على تمام مباحث الأصول على الاختصار (٢).
وهذه الرسالة طبعت في ضمن كتاب كنز الفوائد / ١٨٦ ـ ١٩٤. وقال السيد هبة الدين الشهرستاني في ترجمة المفيد : فهو نابغة العراق ورئيس شيعته على الاطلاق ، ولد في الحادي عشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين أو ثمان وثلثين وثلاثمائة ، وتوفي ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر رمضان سنة (٤١٣) ه. وقد كان في الشيعة عرقها النابض وبطلها الناهض ، ودماغها المفكر ورئيسها المدبّر ، معروفا بالصلاح بل غرة رجال الاصلاح ، والخطيب المصقع والمتكلّم المفوه ، والمنافح اللسن والفصل المشترك بين الامام والرعية ، ليس في ختام المائة الرابعة فحسب بل حتى اليوم.
كانت داره بالكرخ من بغداد دائرة للمعارف العالية ، ومدرسة للفنون العربية الراقية ، وحسبك ان قد تخرج منها أمثال الشريفين الرضي والمرتضى ، وأبي جعفر الطوسي والنجاشي وخلق لا يحصون ، ولذلك لقب بمعلم الأعاظم وابن المعلم لقيامه كأبيه بتربية الاعلام ، ولقبه بالمفيد علي بن عيسى الرماني النحوي عند تبرزه في الحجاج على خصومه أمثال أبي بكر الباقلاني قاضي قضاة بغداد وسائر أقطاب الهيئة العلمية. لقد كان المفيد مفيدا حقّا ، مفيدا في القول والعمل ، مفيدا في الافتكار والابتكار ، آية في الذكاء وسرعة الخاطر وبداهة الجواب ، حتى قال فيه أمثال الخطيب البغدادي انّه لو أراد أن يبرهن للخصم انّ الاسطوانة من الذهب وهي من الخشب لاستطاع.
اتّصل الشيخ المفيد بالدولة البويهية في عاصمتها بغداد في مبدإ أمرها اتصالا وثيق
__________________
(١) النجاشي / ٢٨٤.
(٢) الذريعة ٢ : ٢٠٩.