بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الأحقاف
مكيّة
وآياتها خمس وثلاثون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم) (١) الله أعلم بمراده به (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) القرآن مبتدأ (مِنَ اللهِ) خبره (الْعَزِيزِ) في ملكه (الْحَكِيمِ) (٢) في صنعه (ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا) خلقا (بِالْحَقِ) ليدل على قدرتنا ووحدانيتنا (وَأَجَلٍ مُسَمًّى) إلى فنائهما يوم القيامة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا) خوّفوا به من العذاب (مُعْرِضُونَ) (٣) (قُلْ أَرَأَيْتُمْ) أخبروني (ما
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الأحقاف
مكية إلا (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) الآية. وإلا (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) الآية. وإلا (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) الثلاث آيات. وهي أربع أو خمس وثلاثون آية.
سيأتي أن الأحقاف واد باليمن ، كانت فيه منازل عاد ، وقيل : إنه جمع حقف وهو التل من الرمل ، ولا منافاة بين القولين ، إذ لا مانع من كون التلال في منازل عاد. قوله : (إلا قوله تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ) الخ) أي بناء على أن الشاهد عبد الله بن سلام ، إذ لم يظهر منه التصديق بالقرآن إلا بالمدينة ، وأما على أن المراد به موسى عليهالسلام ، فلا تكون مدنية. قوله : (الثلاث آيات) أي وآخرها قوله : (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) وحينئذ فجملة الآيات المستثنيات خمس. قوله : (وهي أربع أو خمس) الخ ، هذا الخلاف مبني على أن (حم) تعد آية مستقلة أولا. قوله : (الله أعلم بمراده به) تقدم غير مرة ، أن هذا القول هو الأسلم ، وهو طريقة السلف في تفويض علم المتشابه لله تعالى.
قوله : (مِنَ اللهِ) أي لم يخترعه من نفسه ، ولم ينقله من بشر ، ولا من جني كما قال الكفار. قوله : (الْحَكِيمِ) (في صنعه) أي الذي أتقن كل شيء. قوله : (إِلَّا بِالْحَقِ) هذا هو مصب النفي ، وهو صفة لمصدر محذوف كما قدره المفسر. قوله : (ليدل على قدرتنا ووحدانيتنا) أي وباقي الصفات الكمالية ، وتنزهه عن النقائص ، لأن بالخلق يعرف الحق ، لأن كل صنعة تدل على وجود صانعها ، واتصافه بصفات الكمال. قوله : (وَأَجَلٍ مُسَمًّى) عطف على الحق والكمال على حذف مضاف ، أي وإلا بتقدير أجل مسمى ، لأن الأجل نفسه متأخر عن الخلق ، وفيه رد على الفلاسفة القائلين بقدم العالم.
قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) مبتدأ ، و (مُعْرِضُونَ) خبره ، وقوله : (عَمَّا أُنْذِرُوا) متعلق بمعرضون ،