على الطاعة (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (١٣) (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها) حال (جَزاءً) منصوب على المصدر بفعله المقدر أي يجزون (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٤) (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً) وفي قراءة إحسانا أى أمرناه أن يحسن إليهما ، فنصب إحسانا على المصدر بفعله المقدر ، ومثله حسنا (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً) أي على مشقة (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ) من الرضاع (ثَلاثُونَ شَهْراً) ستة أشهر أقل مدة الحمل ، والباقي مدة الرضاع ، وقيل : إن حملت به ستة أو تسعة أرضعته الباقي (حَتَّى) غاية لجملة مقدرة أي وعاش حتى (إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ) هو كمال
____________________________________
التعذر ، أو منصوب عطف على محل قوله : (لِيُنْذِرَ) كأنه قال للإنذار والبشارة.
قوله : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ) أي وحدوا ربهم ، وقوله : (ثُمَّ اسْتَقامُوا) الاستقامة هي العلم والعمل ، وأتى بثم اشارة إلى أن اعتبار العلم والعمل ، إنما يكون بعد التوحيد ، وللدلالة على الاستمرار على الاستقامة ، فليس المراد حصول الاستقامة مدة ، ثم يرجع للمخالفات. قوله : (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) أي من وقت حضور الموت ، إلى ما لا نهاية له ، فيأمنون من الفتانات ، وسؤال الملكين ، وعذاب القبر ، وهو الموقف والنار. قوله : (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) أي على ما فاتهم في الدنيا. قوله : (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ) أي هي لهم بالأصالة. قوله : (حال) أي من ضمير أصحاب الجنة.
قوله : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) لما كان حق الوالدين مطلوبا ، بعد حق الله تعالى ، ذكر الوصية بهما ، ثم ما يتعلق بحقوقه تعالى ، ومناسبة ذكر الوصية بالوالدين ، ، عقب ذكر صفات أهل الجنة وأهل النار ، لأن الإنسان يختلف حاله مع أبويه ، فقد يبرهما فيكون ملحقا بأهل الجنة ، وقد يعقهما فيكون ملحقا بأهل النار. قوله : (وفي قراءة) أي سبعية أيضا. قوله : (أي أمرناه) الخ ، تفسير لكل من القراءتين. قوله : (فنصب إحسانا) الخ ، بيان لإعراب القراءتين ، على اللف والنشر المشوش ، والحسن والإحسان بمعنى واحد ، وهو جمال القول والفعل ، بأن يعظمها ويوقرهما قولا وفعلا. قوله : (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ) الخ ، علة لقوله : (وَصَّيْنَا) واقتضر على ذكر الأم ، لأن حقها أعظم ، ولذلك قيل : إن لها ثلثي الأجر. قوله : (كُرْهاً) بفتح الكاف وضمها ، قراءتان سبعيتان ، ومعناهما واحد. قوله : (أي على مشقة) أي في أثناء الحمل ، إذ لا مشقة في أوله.
قوله : (وَحَمْلُهُ) أي مدة حمله ، وقوله : (ثَلاثُونَ شَهْراً) خبر قوله : (حَمْلُهُ) على حذف مضاف. قوله : (إن حملت به ستة) أي من الشهور ، وقوله : (أرضعته الباقي) أي من الثلاثين ، وهو أربعة وعشرون ، أو أحد وعشرون ، قيل : إن الآية عامة في كل إنسان ، وقيل : إنها خاصة بمن نزلت في حقه ، وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، لما روي أن أمه حملت به تسعة أشهر ، وأرضعته إحدى وعشرين شهرا. قوله : (غاية لجملة مقدرة) أي معطوفة على قوله : (وَوَضَعَتْهُ) أو مستأنفة. قوله : (أقله ثلاث وثلاثون سنة) أي لأن هذا الوقت هو الوقت الذي يكمل فيه بدن الإنسان. قوله : (الخ) أي وآخرها قوله : (وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.) قوله : (نزل) أي المذكور من قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ) الخ. وحاصل ذلك : أن أبا بكر صحب النبي صلىاللهعليهوسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة ، والنبي صلىاللهعليهوسلم ابن عشرين سنة ، في تجارة إلى الشام ، فنزلوا منزلا فيه سدرة ، فقعد النبي صلىاللهعليهوسلم في ظلها ، ومضى أبو بكر إلى راهب هناك ، فسأله عن