بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الجاثية
مكيّة
وآياتها سبع وثلاثون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم) (١) الله أعلم بمراده به (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) القرآن مبتدأ (مِنَ اللهِ) خبره (الْعَزِيزِ) في ملكه (الْحَكِيمِ) (٢) في صنعه (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي في خلقهما (لَآياتٍ) دالة على قدرة الله تعالى ووحدانيته (لِلْمُؤْمِنِينَ) (٣) (وَفِي خَلْقِكُمْ) أي في
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الجاثية مكية
إلا (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا) الآية. وهي ست أو سبع وثلاثون آية
سميت باسم كلمة منها وهي قوله : (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً) وتسمى سورة الشريعة لقوله فيها : (ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ). قوله : (مكية إلا قوله : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا) إلخ ، أي إلى قوله : (أَيَّامَ اللهِ) وهو قول ابن عباس وقتادة قالا : إنها نزلت بالمدينة في عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عابه عبد الله ابن أبي ، فأراد عمر قتله فنزلت ، وقيل : مكية كلها حتى هذه الآية فإنها نزلت في عمر أيضا ، شتمه رجل في مكة من الكفار ، فأراد قتله فنزلت ، ثم نسخت بآية الجهاد. قوله : (مِنَ اللهِ) (خبره) أي متعلق بمحذوف تقديره كائن. قوله : (الْعَزِيزِ) (في ملكه) أي الغالب على أمره. قوله : (الْحَكِيمِ) (في صنعه) أي الذي يضع الشيء في محله ، فاقتضت حكمته تعالى إنزال أشرف الكتب وهو القرآن ، على أشرف العبيد وهو محمد صلىاللهعليهوسلم.
قوله : (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إلخ ، ذكر الله سبحانه وتعالى هنا من الدلائل ستة في ثلاثة فواصل ، وختم الأولى بالمؤمنين ، والثانية بيوقنون ، والثالثة بيعقلون ، ووجه التغاير ، أن الإنسان إذا تأمل في السماوات والأرض ، وأنه لا بد لهما من صانع آمن ، وإذا نظر في خلق نفسه ونحوها ازداد يقينا ، وإذا نظر في سائر الحوادث ، كمل عقله واستحكم علمه. قوله : (أي في خلقهما) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، يدل عليه التصريح به في سورة البقرة في قوله : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وما في سورة آل عمران (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
قوله : (لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ) بالنّصب بالكسرة باتفاق القراء ، لأنه اسم إن ، وأما ما يأتي في قوله :