تَدْعُونَ) تعبدون (مِنْ دُونِ اللهِ) أي الأصنام مفعول أول (أَرُونِي) أخبروني تأكيد (ما ذا خَلَقُوا) مفعول ثان (مِنَ الْأَرْضِ) بيان ما (أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ) مشاركة (فِي) خلق (السَّماواتِ) مع الله ، وأم بمعنى همزة الإنكار (ائْتُونِي بِكِتابٍ) منزل (مِنْ قَبْلِ هذا) القرآن (أَوْ أَثارَةٍ) بقية (مِنْ عِلْمٍ) يؤثر عن الأولين بصحة دعواكم في عبادة الأصنام أنها تقربكم إلى الله (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٤) في دعواكم (وَمَنْ) استفهام بمعنى النفي أي لا أحد (أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا) يعبد (مِنْ دُونِ اللهِ) أي غيره (مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) وهم الأصنام لا يجيبون عابديهم إلى شيء يسألونه أبدا (وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ) عبادتهم (غافِلُونَ) (٥) لأنهم جماد لا يعقلون (وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا) أي الأصنام (لَهُمْ) لعابديهم (أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ) بعبادة عابديهم (كافِرِينَ) (٦) جاحدين (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ) أي أهل مكة (آياتُنا) القرآن (بَيِّناتٍ) ظاهرات حال (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) منهم (لِلْحَقِ) أي القرآن (لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) (٧) بين ظاهر
____________________________________
وما اسم موصول ، والعائد محذوف قدره المفسر بقوله : والأولى أن يقدر منصوبا لاختلاف الجار للموصول وللعائد بأن يقول خوفوه. قوله : (تأكيد) أي لقوله : (أَرَأَيْتُمْ.) قوله : (مفعول ثان) أي أن الجملة الاستفهامية سدت مسد المفعول الثاني. قوله : (بيان ما) أشار بذلك إلى أن (ما) اسم استفهام ، و (ذا) اسم موصول خبرها ، و (خَلَقُوا) صلة الموصول ، ويصح أن (ما ذا) اسم استفهام مفعول لخلقوا. قوله : (بمعنى همزة الإنكار) أي وبل الإضرابية فهي منقطعة.
قوله : (ائْتُونِي بِكِتابٍ) الأمر للتبكيت ، وفيه إشارة إلى نفي الدليل النقلي ، بعد الإشارة إلى نفي الدليل العقلي. قوله : (مِنْ قَبْلِ هذا) صفة لكتاب ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف قدره المفسر خاصا بقوله : (منزل) والمناسب أن يقدره عاما من مادة الكون. قوله : (أَوْ أَثارَةٍ) مصدر على وزن كفالة ، وقوله : (مِنْ عِلْمٍ) صفة لأثارة ، وهي مشتقة من الأثر الذي هو الرواية والعلامة ، أو من أثرت الشيء أثيره أثارة ، استخرجت بقيته ، والمعنى : ائتوني برواية أو علامة أو بقية من علم يؤثر عن الأنبياء والصلحاء. قوله : (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه ، أي فائتوني.
قوله : (وَمَنْ أَضَلُ) الخ ، مبتدأ وخبر. قوله : (مَنْ لا يَسْتَجِيبُ مَنْ) نكرة موصوفة بالجملة بعدها ؛ أو اسم موصول ما بعدها صلتها ، وهي معمولة ل (يَدْعُوا) والمعنى لا أحد أضل من شخص يعبد شيئا لا يجيبه ، أو الشيء الذي لا يجيبه ، ولا ينفعه في الدنيا والآخرة. قوله : (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) الغاية داخلة في المغيا ، وهو كناية عن عدم الاستجابة في الدنيا والآخرة. قوله : (وهم الأصنام) عبر عنهم بضمير العقلاء ، مجاراة لما يزعمه الكفار. قوله : (لأنهم جماد) أشار بذلك إلى أن المراد بالغفلة عدم الفهم. قوله : (وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ) أي جمعوا بعد إخراجهم من القبور. قوله : (جاحدين) أي منكرين ، وهذا نظير قوله تعالى : (وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ) قوله : (حال) أي من آياتنا. قوله : (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أظهر في مقام الإضمار ، لبيان وصفهم بالكفر ، ووصف الآيات بالحق ، وإلا فمقتضى الظاهر : قالوا لها. قوله : (لَمَّا جاءَهُمْ) أي حين جاءهم. قوله : (ظاهر) أي باهر لا يعارض إلا بمثله.