هي من فارس والروم (قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها) علم أنها ستكون لكم (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) (٢١) أي لم يزل متصفا بذلك (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالحديبية (لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا
____________________________________
المطلب : أيقتل ابني يا رسول الله؟ قال : بل ابنك يقتله إن شاء الله ، ثم التقيا فقتله الزبير ، ثم لم يزل رسول الله يفتح الحصون ، ويقتل المقاتلة ، ويسبي الذرية ، ويحوز الأموال ، فجمع السبي فجاء دحية فقال : يا رسول الله أعطني جارية من السبي ، قال : اذهب فخذ جارية ، فأخذ صفية بنت حيي ، فجاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير ، لا تصلح إلا لك ، قال : ادعوه فجاء بها ، فلما نظر إليها النبي صلىاللهعليهوسلم قال : خذ جارية من السبي غيرها ، فأعتقها النبي صلىاللهعليهوسلم وتزوجها ، فلما دخل بها ، رأى في عينها أثر خضرة ، فسألها عن سببها فقالت : إني رأيت في المنام وأنا عروس بكنانة بن الربيع ، أن قمرا وقع في حجري ، فقصصت رؤياي على زوجي فقال : ما هذا إلا أنك تمنيت ملك الحجاز محمدا ، ثم لطم وجهي لطمة اخضرت منها عيني ، فلما ظهر رسول الله على خيبر ، أراد اخراج اليهود منها ، فسألت اليهود رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يقرهم بها ، على أن يكفوهم العمل ، ولهم نصف الثمر ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نقركم بها على ذلك ما شئنا ، فقروا بها حتى أجلاهم عمر في إمارته إلى تيماء وأريحاء. قال محمد بن إسحاق : لما سمع أهل فدك بما فعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بخيبر ، بعثوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسألونه أن يحقن دماءهم وأن يسيرهم ، ويخلوا له الأموال ، ففعلوا بهم ، ثم سألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يعاملهم على النصف كأهل خيبر ففعل ، فكانت خيبر للمسلمين ، وكانت فدك خالصة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب ، فلما اطمأن رسول الله ، أهدت له زينب بنت الحرث ، امرأة سلام بن مشكم اليهودية شاة مصلية ـ يعني مشوية ـ وسألت : أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قيل لها : الذراع ، فأكثرت فيها السم ، وسمت سائر الشاة ، ثم جاءت بها ، فلما وضعتها بين يدي رسول الله ، تناول الذراع ، فأخذها فلاك منها قطعة فلم يسغها ، ومعه بشر بن البراء بن معرور ، فأخذ منها كما أخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأما بشر فأساغها ، يعني ابتلعها ، وأما رسول الله فلفظها ثم قال : إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم ، ثم دعا بها فاعترفت ، فقال : ما حملك على ذلك ، فقالت : بلغت من قومي ما لم يخف عليك فقلت : إن كان ملكا استرحنا منه ، وإن كان نبيا فسيخبر ، فتجاوز عنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ومات بشر على مرضه الذي توفي فيه ، فقال : يا أم بشر ، ما زالت أكلة خيبر التي أكلت مع ابنك تعاودني ، فهذا أوان قطع أبهري ؛ فكان المسلمون يرون أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مات شهيدا ، مع ما أكرمه الله به من النبوة. قوله : (مبتدأ) أي وخبره قوله : (قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها) قوله : (لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) صفة لمغانم المقدر ، وسوغ الابتداء بالنكرة الوصف ، وهذا أسهل الأعاريب ، ولذا اختاره المفسر. قوله : (هي فارس والروم) أي وباقي الأقطار. قوله : (قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها) أي أعدها لكم في قضائه وقدره ، فهي محصورة لا تفوتكم. قوله : (أي لم يزل متصفا) أشار بذلك إلى أن المراد من (كانَ) الاستمرار.
قوله : (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي وهم أهل مكة ومن وافقهم ، وقد كانوا اجتمعوا وجمعوا الجيوش ، وقدموا خالد بن الوليد إلى كراع الغميم ، ولم يكن أسلم حينئذ ، فما شعر بهم خالد ، حتى إذا هم بفترة الجيش ، أي بغبار أثرهم ، فانطلق يركض نذيرا لقريش. قوله : (لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ) أي مضوا