بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الفتح
مدنيّة
وآياتها تسع وعشرون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ) قضينا بفتح مكة وغيرها في المستقبل عنوة
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الفتح مدنية
وهي تسع وعشرون آية
سبب نزولها : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج في السنة السادسة ، بألف وأربعمائة من أصحابه ، قاصدين مكة للاعتمار ، فأحرموا بالعمرة من ذي الحليفة ، وساق صلىاللهعليهوسلم سبعين بدنة هديا للحرم ، وساق القوم سبعمائة ، فلما وصلوا للحديبية ، وهي قرية بينها وبين مكة مرحلة ، أرسل عثمان إلى مكة ليخبر أهلها بأن رسول الله يريد زيارة بيت الله الحرام ، ولم يكن قاصدا حربا ، فلما ذهب عثمان حبسوه عندهم ، فأشاع إبليس في الصحابة أن عثمان قتل ، فبايع رسول الله صلىاللهعليهوسلم أصحابه على أنهم يدخلون مكة حربا ، فلما بلغ المشركين ذلك ، أخذهم الرعب وأطلقوا عثمان ، وطلبوا الصلح من رسول الله صلىاللهعليهوسلم على أن يأتي في العام القابل ويدخلها ، ويقيم فيها ثلاثة أيام ، فتحلل هو وأصحابه هناك بالحلق ، وذبح ما ساقوه من الهدي ثم رجعوا يعلوهم الحزن والكآبة ، فأراد الله تسليتهم وإذهاب الحزن عنهم ، فأنزل الله عليه وهو سائر ليلا في رجوعه ، وهو بكراع الغميم ، وهو واد أمام عسفان بين مكة والمدينة (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) إلى آخر السورة ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، ثم قرأ (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) فقال المسلمون : هنيئا مريئا لك يا رسول الله ، لقد بين الله لك ما يفعل بك ، فما ذا يفعل بنا؟ فنزلت عليه (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) حتى بلغ (فَوْزاً عَظِيماً). قوله : (مدنية) أي لكونها نزلت بعد الهجرة.
قوله : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ) الخ ، الفتح هو الظفر بالبلاد عنوة أو صلحا ، فشبه الظفر بالبلاد ، بفتح الباب المغلق بجامع التمكن في كل ، واستعير اسم المشبه به للمشبه ، واشتق من الفتح فتحنا بمعنى ظفرنا ، أي مكناك من البلاد ، وحذف المعمول ليؤذن بالعموم ، وأسند إلى نون العظمة اعتناء بشأن الفتح ، وإشارة إلى أن هذا الأمر لا يتيسر إلا بإرادة الله وتوفيقه. قوله : (قضينا بفتح مكة وغيرها) أي كخيبر وحنين والطائف ونحوها ، وهو جواب عما يقال : إن الآية نزلت في رجوعه من الحديبية عام ست ، ومكة لم