بسم الله الرحمن الرحيم
سورة محمّد
مدنيّة
وآياتها ثمان وثلاثون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة (وَصَدُّوا) غيرهم (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أي الإيمان (أَضَلَ) أحبط (أَعْمالَهُمْ) (١) كإطعام الطعام وصلة الأرحام ، فلا يرون لها في الآخرة ثوابا ، ويجزون بها في الدنيا من فضله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا) أي الأنصار وغيرهم
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة القتال مدنية
إلا (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) الآية. أو مكية. وهي ثمان أو تسع وثلاثون آية
وتسمى سورة محمد صلىاللهعليهوسلم لذكر هذا الاسم فيها ، وسورة الذين كفروا لبدئها بهذا اللفظ. قوله : (مدنية) الخ ، هذا القول منقول عن ابن عباس ، وقوله : (إلا وكأين) الخ ؛ أي فإنها نزلت بعد حجة الوداع ، حين حرج من مكة وجعل ينظر إلى البيت ، وهو يبكي حزنا على فراقه ، وهذا مبني على أن المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة ، وهو ضعيف ، والصحيح أن المكي ما نزل قبل الهجرة ، والمدني ما نزل بعدها ولو بأرض مكة ، ورد أيضا بأنه في حجة الوداع خرج منها مختارا ، ولم يكن عنده حزن ، لكونها صارت دار إسلام ، وحينئذ في يظهر الوعيد الذي في الآية ، وقيل : إنها نزلت لما خرج من مكة إلى الغار مهاجرا ، وعليه فكونها مكية ظاهر وهو الصحيح ، وسيأتي ايضاحه في تفسيرها. قوله : (أو مكية) هذا القول بالنظر لغالبها ، وهو ضعيف. قوله : (وثمان أو تسع) الخ ، وقيل أربعون آية ، والخلاف في قوله (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها) وقوله : (لذة للشاربين) هل كل آية مستقلة؟ أو من تتمة ما قبلها.
قوله : (الَّذِينَ كَفَرُوا) مبتدأ ، وقوله : (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) خبره ، ومناسبة هذه الآية لآخر الأحقاف ظاهرة ، وذلك كأن قائلا قال : كيف يهلك القوم الفاسقون ، ولهم أعمال صالحة ، كإطعام الطعام ونحوه ، والله لا يضيع أجر المحسنين؟ فأجاب : بأن الفاسقين هم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ، أضل أعمالهم وأبطلها. قوله : (فلا يرون لها في الآخرة ثوابا) أي لقوله تعالى (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً.) قوله : (يجزون بها في الدنيا) أي بأن يوسع لهم في المال ، ويزاد لهم في الولد والعافية ، وغير ذلك ، حيث لم يقصدوا بها فخرا ولا رياء.