يُظْلَمُونَ) (١٩) شيئا ، ينقص للمؤمنين ويزاد للكفار (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ) بأن تكشف لهم يقال لهم (أَذْهَبْتُمْ) بهمزة وبهمزتين ، وبهمزة ومدة ، وبهما ، وتسهيل الثانية (طَيِّباتِكُمْ) باشتغالكم بلذتكم (فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ) تمتعتم (بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ) أي الهوان (بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) تتكبرون (فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) (٢٠) به وتعذبون بها (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ) هو هود عليهالسلام (إِذْ) الخ بدل اشتمال (أَنْذَرَ قَوْمَهُ) خوّفهم (بِالْأَحْقافِ) واد باليمن به منازلهم (وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ) مضت الرسل
____________________________________
إلى أن الكلام على حذف مضاف. قوله : (بنقص للمؤمنين) أي من درجاتهم ، بل قد يزاد لهم فيها. قوله : (ويزاد للكفار) أي في دركاتهم ، بل قد يخفف عن بعضهم ، كأبي طالب وأبي لهب.
قوله : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ) الخ (يَوْمَ) معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله : (يقال لهم) الخ ، والمعنى يقال لهم أذهبتم الخ ، وقت عرضهم على النار. قوله : (بأن تكشف لهم) أشار بذلك إلى أن الكلام فيه قلب ، والأصل ويوم تعرض النار على الذين كفروا ، أي يكشف لهم عنها ، وأتى به كذلك ، لأن عرض الشخص على النار ، أشد في إهانته من عرض النار عليه لأن عرضه عليها يفيد أنه كالحطب المجعول للإحراق ، وإنما كان فيه قلب ، لأن المعروض عليه شأنه العلم والإطلاع ، والنار ليست كذلك ، وقيل : المراد بالعرض العذاب ، وحينئذ فليس فيه قلب ، وقد أفاد هذا المعنى المفسر آخرا بقوله : (يعذبون بها). قوله : (يقال لهم) هذا المقدر عامل في جملة (أَذْهَبْتُمْ) وناصب ل (يَوْمَ) على الظرفية.
قوله : (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ) أي ما قدر لكم من المستلذات ، فقد استوفيتموه في الدنيا ، فلم يبق لكم حظ تأخذونه في الآخرة. قوله : (بهمزة) الخ ، أشار المفسر لخمس قراءات : تحقيق الهمزتين : وتسهيل الثانية بألف بينهما على الوجهين ، وتركه ، وهمزة واحدة وأجمل في ذلك ، فقوله : (بهمزة) وهي إحدى القراءات الخمس ، وقوله : (وبهمزتين) أي محققتين بغير مدّ بينهما ، ثانيتها قوله : (وبهمزة ومدة) المناسب وبهمزتين محققتين ومدة وهي ثالثها ، وقوله : (وبهما وتسهيل الثانية) أي بمدة ودونها فقد تمت الخمس. قوله : (أي الهوان) أشار بذلك إلى أنه من اضافة الموصوف لصفته. قوله : (بِغَيْرِ الْحَقِ) وصف كاشف ، لأن الاستكبار لا يكون إلا بغير الحق ، فإن الكبرياء وصف لله وحده. قوله : (به) متعلق ب (تَسْتَكْبِرُونَ) و (تَفْسُقُونَ) وقدره إشارة إلى أن العائد محذوف ويصح أن تكون مصدرية ، أي بكونهم مستكبرين فاسقين ، والمراد بالاستكبار الفواحش الباطنية ، وبالفسق الفواحش الظاهرية. قوله : (ويعذبون بها) عطف على (يُعْرَضُ) عطف تفسير ، فهو تفسير آخر للعرض ، فالمناسب تقديمه و (عَلَى) بمعنى الباء.
قوله : (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ) أي في النسب لا في الدين ، لأن هودا هو وقومه ينتسبون لعاد. قوله : (هو هود) أي ابن عبد الله بن رباح ، وتقدم ذكره تفصيلا في سورة هود. قوله : (بدل اشتمال) أي فالمقصود ذكر قصته مع قومه للاعتبار بها. قوله : (بِالْأَحْقافِ) حال من (قَوْمَهُ) أي أنذرهم ، والحال أنهم مقيمون بالأحقاف. قوله : (واد باليمن) أي فهو علم على الوادي لا جمع ، وقوله : (ومنازلهم) تفسير آخر ، وعليه فهو جمع حقف وهو الرمل المستطيل ، وتقدم القولان في أول السورة ، وقيل : إن الأحقاف جبل بالشام.