في ناحية المنطوق إذ دائرة وجوب الإكرام مع التقيّد بالشرطين أضيق ممّا يقيد بشرط واحد.
هذا كلّه إذا جمع بين القيود وأمّا إذا ذكرت على سبيل البدليّة كما تقول إن جاء زيد أو سلّم عليك أو أهدى إليك فأكرمه فدائرة المنطوق والمفهوم كليهما تسع بمقدار إضافة القيود.
رابعها : كما أفاد شيخنا الأستاذ الأراكي قدسسره تبعا لما أفاده شيخه الأستاذ أنّه لا إشكال في لزوم الاتّفاق والتطابق بين المفهوم والمنطوق في جميع القيود في الجملة ويمحض الاختلاف في السلب والإيجاب فالمفهوم من قولك :
«إن جاء زيد يوم الجمعة فأكرمه يوم السبت» ، أنّه «إن لم يجئك يوم الجمعة لا يجب إكرامه يوم السبت».
وإنّما الإشكال في بعض القيود مثل العموم المأخوذ في الجزاء فإنّه إذا كان على وجه العموم المجموعي فلا إشكال في التطابق بمعنى مأخوذيّته في طرف المفهوم أيضا على وجه المجموعي دون الاستغراقي.
فإذا قيل : إن جاءك زيد فيجب إكرام مجموع العلماء بحيث كان المطلوب إكرام المجموع كان المفهوم انتفاء إكرام المجموع الغير المنافيّ مع وجوب إكرام البعض.
وأمّا لو أخذ على وجه الاستغراق كما لو قيل أكرم كلّ عالم على وجه كان المطلوب إكرام كلّ واحد واحد بالاستقلال فحينئذ قد وقع الخلاف بين أستادي الفنّ الشيخ محمد تقي والشيخ مرتضى (قدسسرهما) في المفهوم مع أنّهما من القائلين بالمفهوم.
فقال الأوّل : المفهوم رفع الإيجاب الكلّيّ الملائم مع الإيجاب الجزئيّ فالمفهوم في المثال أنّه على تقدير عدم المجيء لا يثبت هذا الحكم الكلّيّ وهو وجوب إكرام كلّ عالم ولا ينافي ذلك مع ثبوت وجوب إكرام البعض (لأنّ رفع الحكم الكلّيّ يساعد مع