في الوقت مخبراً ، وكليم الله موسى عليهالسلام مخبراً (١) ولم يكن ذلك باستحقاق للخضر عليهالسلام للرتبة على موسى عليهالسلام وهوأفضل من الخضر ، بل كان لاستحقاق موسى للتبيين (٢) .
ثمّ قال : ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) ، ولم يكن ذلك الكنز بذهب ولافضّة ، ولكن كان لوحاً من ذهب فيه مكتوب : عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟! عجب لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟! عجب لمن أيقن أنّ البعث حقٌّ كيف يظلم؟! عجب لمن يرى الدنيا وتصرّف أهلها حالاً بعد حال كيف يطمئنّ إليها؟! وكان أبوهما صالحاً ، كان بينهما وبين هذا الأب الصالح سبعون أباً فحفظهما الله بصلاحه ، ثمّ قال : ( فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا ) (٣) ، فتبرّأ من الإبانية في آخر القصص ، ونسب الإرادة كلّهاإلى الله تعالى ذكره في ذلك؛ لأنّه لم يكن بقي شيء ممّا فعله فيخبر به بعدويصير موسى عليهالسلام به مخبراً ومصغياً إلى كلامه تابعاً له فتجرّد من الإبانيةوالإرادة تجرّد العبد المُخلص ، ثمّ صار متنصّلاً (٤) (٥) ممّا
__________________
عمل ، أي عمل فيه أمر وسط من البشرية ؛ لأنّه ينسب الإرادة إلى نفسه فقط ، بل اشتراك. ولا يخفى (م ق ر رحمهالله ).
(١) في «ح» : مخيّراً.
(٢) ورد في حاشية «ج» : أي ليتبيّن له أنّه جاهل لا يعلم إلاّ بتعليمه رتبة.
(٣) سورة الكهف ١٨ : ٨٢.
(٤) في النسخ والبحار متّصلاً ، والظاهر أنّه تصحيف متنصّلاً ، كما ذكر ذلك العلاّمة المجلسي في البحار.
(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : قوله : ثمّ صار متّصلاً ، لعلّ فيه تضمين معنى الإعراض ، أي : صارمتّصلاً به تعالى معرضاً أو منفصلاً عمّا آتاه أوّلاً ، ويمكن أن