[ ٩ / ٣ ] حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضياللهعنه ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، ومحمّد بن أبي عمير جميعاً ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : «لمّا كان يوم اُحد انهزم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى لم يبق معه إلاّ علي بن أبي طالب عليهالسلام وأبو دجانة سماك بن خرشة (١) فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : يا أبا دجانة ، أما ترى قومك؟ قال : بلى ، قال : إلحق بقومك ، قال : ماعلى هذا بايعت الله ورسوله ، قال : أنت في حلّ ، قال : والله لاتتحدّث قريش بأنّي خذلتك وفررت حتّى أذوق ما تذوق ، فجزّاه النبيّ صلىاللهعليهوآله خيراً.
وكان علي عليهالسلام كلّما حملت طائفة على رسول الله صلىاللهعليهوآله استقبلهم وردّهم ، حتّى أكثر فيهم القتل والجراحات ، حتّى انكسر سيفه ، فجاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال : يارسول الله ، إنّ الرجل يقاتل بسلاحه ، وقد انكسر سيفي ، فأعطاه صلىاللهعليهوآله سيفه ذا الفقار ، فما زال يدفع به عن رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى أثر وانكسر ، فنزل عليه جبرئيل عليهالسلام وقال : يامحمّد ، إنّ هذه لهي المواساة من علي لك ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّه منّي وأنا منه ، فقال جبرئيل عليهالسلام : وأنا منكما ، وسمعوا دويّاً من السماء : لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ» (٢).
قال مصنّف هذا الكتاب رحمهالله : قول جبرئيل عليهالسلام : «وأنا منكما» ، تمنّياً
__________________
(١) في «ح ، ن ، ش ، ج» : حرشه. وما في المتن هو الصحيح ، انظر سير أعلام النبلاء للذهبي ١ : ٢٤٣ / ٣٩ ، والمصادر التي في هامش الترجمة.
(٢) أورده باختلاف الكليني في الكافي ٨ : ١١٠ / ٩٠ ، القمّي في التفسير ١ : ١١٦ ، المفيد في الإرشاد ١ : ٨٥ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٠ : ٧٠ / ٧.