والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات من حرام ، ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال ، وقد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيّب ، فوالله لقد تبيّنتُ (١) أنّ بعض البهائم تنكّرت له اُخته فلمّا نزا عليها ونزل كشف له عنها ، فلمّا علم أنّها اُخته أخرج غُرمُوله ثمّ قبض عليه بأسنانه حتّى قطعه فخرّ ميّتاً ، وآخر تنكّرت له اُمّه ففعل هذا بعينه ، فكيف الإنسان في إنسيّته (٢) وفضله وعلمه؟ غير أنّ جيلاً من هذا الخلق الذي ترون رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم ، وأخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه ، فصاروا إلى ما قد ترون من الضلال والجهل بالعلم ، كيف كانت الأشياء الماضية من بدءأن خلق الله ما خلق وما هو كائن أبداً.
ثمّ قال : ويح هؤلاء ، أين هم عمّا لم يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز ولافقهاء أهل العراق؟ إنّ الله عزوجل أمر القلم فجرى على اللوح المحفوظ بماهو كائن إلى يوم القيامة قبل خلق آدم بألفي عام ، وإنّ كُتب الله كلّهافيما جرى فيه القلم ، في كلّها تحريم الأخوات على الاُخوة مع ما حرّم ، وهذانحن قد نرى منها هذه الكتب الأربعة (٣) المشهورة في هذاالعالم : التوراة والإنجيل والزبور والقرآن (٤) ، أنزلها الله من اللوح (٥)
__________________
(١) في «ع ، ش ، ج» : نُبّئت.
(٢) في «ع» : نسبه ، وفي «ح ، س ، ن ، ش» : الشبه.
(٣) ورد في حاشية «ج ول» : كأنّ وجه الاستدلال : أنّ اتّفاق هذه الكتب عليه مع اختلاف الشرائع دليل على أنّه ممّا لا يختلف باختلاف الأزمان والأحوال. (م ق ر رحمهالله ).
(٤) في المطبوع و«ح» : والفرقان ، وما في المتن أثبتناه من «ن ، ش ، ع ، س» ، وهو الموافق لمافي البحار.
(٥) في المطبوع : عن اللوح ، وفي «ش ، ع» : مع اللوح ، وما في المتن أثبتناه من «س ، ن ، ح»وهو الموافق لما في البحار.