والزجر أسباباً وعللاً ، والذنوب والمعاصي وجوهاً فأنبأ (١) جلّ جلاله وجعل الذي هو قاعدة الذنوب من جميع المذنبين من الأوّلين والآخرين إبليس ، وهو من حزب الملائكة وممّن كان في صفوفهم وهو رأس الأبالسة وهو الداعي إلى عصيان الصانع والموسوس والمزيّن لكلّ من تبعه وقبل منه وركن إليه الطغيان ، وقد اُمهل الملعون لبلوى أهل البلوى في دار الابتلاء (٢) فكم من بَريّة (٣) نبيه (٤) وفي طاعة الله عزوجل وجيه وعن معصيته بعيد (٥) قدأقمى (٦) إبليس وأقصاه وزجره (٧) ونفاه ، فلم يلو له (٨) على أمر إذا أمر ، ولاانتهى عن زجر إذا زجر ، [ له ] (٩) لمّات في قلوب الخلق ، مكافئ من المعاصي لمّات الرحمن ، فلمّات الرحمن دافعة (١٠) للمّاته ووسوسته وخطراته ، ولو كانت المحنة (١١) بالملعون واقعة بالملائكة ، والابتلاء به قائماً كماقام في البشر ودائماً كما دام ، لكثرت من الملائكة المعاصي وقلّت فيهم الطاعات إذ تمّت فيهم الآلات ، فقد رأينا المبتلى من صفوف الملائكة
__________________
(١) في «ج ، ع ، ن ، ش ، س ، ح» : فأنبأه.
(٢) في حاشية «ن» : الابتداء.
(٣) في المطبوع : ذرّية ، وما أثبتناه من النسخ والبحار. والبَريّةُ : الخلق. الصحاح ٦ : ٢٠٠.
(٤) نبّه بالضمّ ـ : نباهة شرف ، فهو نَبيْهٌ. المصباح المنير : ٣٠٤.
(٥) في المطبوع : بعيدة ، وما أثبتناه من النسخ والبحار.
(٦) أقمى عدوّه : إذا أذلّه. لسان العرب ١٥ : ٢٠١ ، تاج العروس ٢٠ : ١٠١.
(٧) في «ع ، ش ، ن ، ح» : ويزجره.
(٨) في «ن» يلونه ، وفي «ع» وحاشية «ش» : يلوه.
(٩) ما بين المعقوفين أثبتناه من البحار.
(١٠) في «ن ، ح ، ع ، س» وحاشية «ش» : رافعة.
(١١) في «ن» : المحبّة.