وبقي وجه آخر ذكره ( الدهلوي ) وهو :
قوله :
بل هو نظير أنْ يعزل نائب الوزير ـ بعد موت الوزير ـ ويجعل وزيراً مستقلاً.
أقول :
لكنه سخيف جداً.
أمّا أوّلاً : فوزارة نائب الوزير ـ بعد موت الوزير ـ ليست عزلاً ، بل ترفيع في المرتبة ورفعة في المقام.
وأمّا ثانياً : إن صرفه عن النيابة وجعله وزيراً مستقلاًّ يكون في وقت واحدٍ تقريباً ومن غير فاصلٍ زماني ، ولذا لا يكون ذلك الصرف عن النيابة إهانةً تستلزم التنفير. وإنما يتحقق الإهانة والتنفير فيما لو عزل عن النيابة ولم ترتفع درجته بالحصول على الوزارة.
وبهذا تعرف أن التنظير بين ما ذكره وبين ما نحن فيه سخيف جدّاً ... فإنهم يدّعون تحقق « العزل » لهارون عليهالسلام ، ويقولون إن هذا النقص كان يرتفع نبوّته الإستقلالية التي كانت تكون له لو قدّر بقاؤه حيّاً مدّة أربعين سنة وحتى بعد موت موسى!!