قال سعيد : امّي أعلم باسمي واسم أبي. قال الحجاج : شقيت وشقيت امّك. قال سعيد : العلم يعلمه غيرك. قال : لُاوردنّك حياض الموت. قال سعيد : أصابت امّي إذاً اسمي ... ».
(٥) وممن ينقل عن ( الإمامة والسياسة ) كثيراً : أبو المجد محمّد محبوب عالم في تفسيره المعروف ب ( تفسير شاهي ) الذي نصّ على اعتباره واعتمد عليه ( الدهلوي ) في الباب الثالث من ( تحفته ) (١) ، وكذا تلميذه الرشيد في ( إيضاحه ) ... فإنّه ينقل عنه في موضع منه ، منها : بتفسير قوله تعالى : ( وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ) (٢) حيث يقول :
« في كتاب الإمامة والسياسة : قام علي كرم الله تعالى وجهه خطيباً فقال : أيها الناس ، إن القوم إنّما فرّوا من كتاب الله ثم بداله أن دعونا إليه ، وإني أكره أن أكون من الفريق المتولّي عن كتاب الله. إن الله عزّوجلّ يقول : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا ... ).
ومنها : بتفسير قوله تعالى : ( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ ) (٣) قال : « ... وفي كتاب الإمامة والسياسة : لما قتل علي بن أبي طالب ـ كرّم الله تعالى وجهه ـ ثار الناس إلى الحسن بن علي ـ رضي الله تعالى عنهما ـ بالبيعة فلمّا بايعوه قال لهم : تبايعون لي على السمع والطّاعة ، وتحاربون ما حاربت وتسالمون من سالمت ... » (٤).
__________________
(١) التحفة الاثنا عشرية : ٩٧.
(٢) سورة النور : ٤٩.
(٣) سورة الأنبياء : ١١١.
(٤) انظر : الامامة والسياسة ١ / ١٨٣.