قال : أعوان كلّ ظالم إلاّمن عصم الله منكم ، سل عمّا بدا لك ، قال : يا ابن عباس : إني جئت أسالك عن علي بن أبي طالب وقتله أهل لا إله إلاّ الله ، لم يكفروا بقبلةٍ ولا حج ولا صيام رمضان ، فقال له : ثكلتك امك ، سل عمّا يعنيك.
قال : يا عبدالله ، ما جئتك أضرب من حمص لحجٍ ولا عمرة ، ولكنْ أتيتك لتخرج لي أمر علي وفعاله.
فقال : ويحك ، إن علم العالم صعب لا يحتمل ولا تقربه القلوب ... فاجلس حتى اخبرك الذي سمعته من رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وعاينته :
إنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ تزوّج زينب بنت جحش ، فأولم وكانت وليمته الجيش ، وكان يدعو عشرة عشرة من المؤمنين ، فكانوا إذا أصابوا من طعام نبي الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ استأنسوا إلى حديثه واشتهوا النظر في وجهه ، وكان رسول الله يشتهي أن يخفّفوا عنه ويخلو له المنزل ، لأنه كان قريب عهد بعرس زينب بنت جحش ، وكان يكره أذى المؤمنين ، فأنزل الله سبحانه : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ ... ) ...
ثم تحوّل إلى بيت ام سلمة بنت امية ، وكانت ليلتها وصبحها ويومها من رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ. فلما تعالى النهار وانتهى علي إلى الباب ، فدقّه دقاً خفيفاً ، فعرف رسول دقّة وأنكرته ام سلمة.
فقال : يا ام سلمة قومي وافتحي الباب.
قالت : يا رسول الله ، من هذا الذي بلغ من خطره أنْ ينظر إلى محاسني؟
فقال لها نبي الله ـ كهيئة المغضب ـ : من يطع الرسول فقد أطاع الله ، قومي وافتحي الباب ، فإنّ بالباب رجلاً ليس بالخرق ولا بالنزق ولا بالعجل ، يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، يا ام سلمة ، إنه آخذ بعضادتي الباب ، فليس بفاتح