إنعامه وإتحافه ، ومحاماة على أوليائه وأخلافه.
فابتدأت بعد الإستخارة معتصماً بالله سبحانه ، فإنّه نعم المولى ونعم النصير ، وراغباً إليه فيما وعد من الأجر ، فإنّ ذلك عليه سهل يسير وعلى ما يشاء قدير.
ولقد كان من أوكد ما دعاني إليه ، وأشدّ ما حداني عليه ـ بعد الذي قدّمت ذكره وبيّنت أمره ـ ظنّ بعض الجهلاء الأغتام والمغفّلة الذين هم في بلاده الأغنام ، بنا معاشر آل الكرام وجماعة أهل السنّة والجماعة بالأحكام ـ أنّا نستجيز الوقيعة في المرتضى رضوان الله عليه وحباه خير ما لديه ، وفي أولاده ثمّ في شعبه وأحفاده ، وكيف نستجيز ذلك وهو الذي قال [ فيه ] النبيّ صلّى الله عليه : من كنت مولاه فعليّ مولاه. وهذا حديث تلقّته الأئمّة بالقبول ، وهو موافق للأصول » (١).
قال : « وقد كنّا وعدنا أن نذكر طرفاً من ذكر مشابه المرتضى رضوان الله عليه ، وأشرنا إليه حيث ذكرنا افتتاح الله سبحانه هذه السّورة بحديث آدم عليهالسلام ، إذ في المرتضى رضوان الله عليه مشابهة من أبينا آدم عليهالسلام ، ثمّ من بعض الأنبياء عليهمالسلام بعده :
فأوّلهم آدم عليهالسلام ، ثمّ نوح عليهالسلام ، ثمّ إبراهيم الخليل عليهالسلام ، ثمّ يوسف الصدّيق عليهالسلام ، ثمّ موسى الكليم عليهالسلام ، ثمّ داود ذو الأيد عليهالسلام ، ثمّ سليمان الشاكر عليهالسلام ، ثمّ أيّوب الصابر عليهالسلام ، ثمّ يحيى بن زكريّا عليهالسلام ، ثمّ عيسى الروح عليهالسلام ، ثمّ محمّد المصطفى عليهالسلام.
وأنا أفرد لكلّ واحدٍ منهم فصلاً مشتملاً على ما فيه ، لينظر فيه العاقل ، فيستدلّ به على ما وراءه. والله الموفّق للصواب.