توفّي في المحرّم سنة تسعين وخمسمائة ، وقيل سنة تسع وثمانين ، قال السبكي في شرح المنهاج : وذكر أبو الخير في كتابه حظائر القدس لرمضان أربعين وستّين اسماً » (١).
٧ ـ السبكي : « أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمّد بن العبّاس ، الشيخ أبو الخير ، القزويني الطالقاني ، الشيخ الإمام الصوفي الواعظ ، الملقّب رضي الدّين ، أحد الأعلام.
ولد في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بقزوين ، وقيل سنة إحدى عشرة ، وتفقّه على محمّد بن يحيى ، وسمع الكثير من أبيه ، وأبي عبدالله محمّد بن الفضل الفراوي ، وزاهر الشحامي ، وعبد المنعم بن القشيري ، وعبد الغافر الفارسي ، وعبد الجبار الخوارزمي ، وهبة الله بن البسري ، ووجيه بن طاهر ، وأبي الفتح بن البطي ، وغيرهم ، بنيسابور وبغداد وغيرهما ، روى عنه ابن القرشي ، ومحمّد بن علي بن أبي النهد الواسطي ، والموفق عبداللطيف بن يوسف ، والإمام الرافعي ، وغيرهم ، درّس ببلده مدّة ثمّ ببغداد ثمّ عاد إلى بلده ثمّ إلى بغداد ودرّس بالنظامية ، وحدّث بكبار الكتب كتاريخ الحاكم ، وسنن أبي داود ، وصحيح مسلم ، ومسند إسحاق ، وغيرها ، وأملى عدّة مجالس.
قال ابن النجّار : كان رئيس أصحاب الشافعي ، وكان إماماً في المذهب والخلاف والأصول والتفسير والوعظ والزهد ، وحدث عنه الإمام الرافعي في أماليه ، وقال فيه : إمام كثير الخير موفر الحظ من علوم الشرع حفظاً وجمعاً ونشراً بالتعليم والتذكير والتصنيف ، وكان لسانه لا يزال رطباً من ذكر الله وتلاوة القرآن ، وربّما قرئ عليه الحديث وهو يصلّي ويصغي إلى ما يقول القارئ وينبّهه إذا زلّ.
__________________
(١) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢ / ٨.