وقال عبدالغفار بن إبراهيم العكّي الشافعي في ( عجالة الراكب ) : « أحمد ابن عبدالله ، شيخ الحرم ، محب الدّين ، الطبري المكي ، درّس وأفتى ، ومن تصانيف الأحكام المبسوط ، ورتّب كتاب جامع الأسانيد وشرح التنبيه ، وألّف كتاباً في المناسك ، وكتاباً في الألفاظ ، والرّياض النضرة في فضائل العشرة ، والسّمط الثمين في فضائل أمّهات المؤمنين ، وذخائر العقبى في فضائل ذوي القربى ».
وقال محمّد بن إسماعيل الأمير في آخر ( الروضة النديّة ) : « ولعلّه يقول قائل : قد أكثرتم من النقل عن الطبري ، ومن الطبري؟ ويشتاق إلى معرفة شيء من أوصافه ليكون أقرّ لعينه في قبول ما أُسند إليه.
فنقول : المحبّ الطبري هو الإمام المحدّث الفقيه ، فقيه الحرم ، محب الدين ، أبو العبّاس أحمد بن عبدالله بن محمّد بن أبي بكر الطّبري ثمّ المكي الشافعي ، مصنّف الأحكام الكبرى ، ولد سنة خمس عشرة وستمائة ، وسمع من أبي الحسن بن المقير وابن الحميري وشعيب الزعفراني وعبدالرّحمن بن أبي حرمى وجماعة ، وتفقّه ودرّس وأفتى وصنّف ، وكان شيخ الشافعية ، ومحدّث الحجاز ، وروى عنه الدمياطي من نظمه ، وأبو الحسن بن العطّار وأبو محمّد البرزالي وآخرون.
وكان إماماً صالحاً زاهداً كبير الشأن ، روى عنه أيضاً ولده قاضي مكّة جمال الدّين محمّد ، وحفيده الإمام نجم الدين قاضي مكّة ، وكتب إليّ بمرويّاته.
توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وستمائة ».