توفي سنة ٢٧٧ » (١).
٢ ـ السمعاني : « وبالري درب مشهور يقال له : درب حنظلة ، منها أبو حاتم إمام عصره والمرجوع إليه في مشكلات الحديث ، وهو من هذا الدرب ، وكان من مشاهير العلماء ومن مذكوري العلماء الموصوفين بالفضل والحفظ والرحلة ولقي العلماء ... روى عنه الأعلام الأئمّة ، مثل : يونس بن عبدالأعلى والربيع بن سليمان المصريّان وهما أكبر منه سنّاً وأقدم سماعاً ، وأبو زرعة الرازي ، والدمشقي ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، وهؤلاء من أقرانه ، وعالم لا يحصون.
وذكر أبو حاتم وقال : أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ ، لم أزل أحصي حتّى لمّا زاد على ألف فرسخ تركته.
وقال أبو حاتم : قلت على باب أبي الوليد الطيالسي : من أغرب عليّ حديثا غريباً مسنداً صحيحاً لم أسمع به ، فله عليّ درهم يتصدّق به ، وقد حضر على باب أبي الوليد خلق من الخلق ـ أبو زرعة فمن دونه ـ وإنّما كان مرادي أن يلقى عليَّ ما لم أسمع به ، ليقولوا هو عند فلان فأذهب فأسمع ، وكان مرادي أنْ أستخرج منهم ما ليس عندي. فما تهيّأ لأحدٍ منهم أن يغرب عليَّ حديثاً.
وكان أحمد بن سلمة يقول : ما رأيت بعد إسحاق ـ يعني ابن راهويه ـ ومحمّد بن يحيى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم محمّد بن إدريس.
قال أبو حاتم : قال لي هشام بن عمّار يوماً : أي شيء تحفظ من الأذواء؟ فقلت له : ذو الأصابع ، وذو الجوشن ، وذو الزوائد ، وذو اليدين ، وذو اللحية الكلابي. وعددت له ستّة ، فضحك وقال : حفظنا نحن ثلاثة وزدت أنت ثلاثة.
__________________
(١) الأنساب ـ الجزي.