د : البدأة بالحجر الأسود ، فلو بدأ بغيره لم يعتد بذلك الشوط ، الى أن ينتهي إلى أول الحجر ، فمنه يبتدئ الاحتساب إن جدد النية عنده للإتمام
______________________________________________________
قوله : ( البدأة بالحجر الأسود ... ).
ويجب فيه أن يحاذي بأوّل مقاديم بدنه ، ـ حال كون البيت على يساره ـ ، أوّل الحجر الذي إلى جهة الركن اليماني ، مقارنا بالنية أوّل حركات الطواف بحيث تمر عليه كله ، ولا يجب أن يستقبله بوجهه ثم ينحرف ، بل يجزئه أن يجعله على يساره ابتداء ، وإن كان الأفضل استقباله أولا ، وقد نبه على ذلك في المختلف (١) ، والدروس (٢).
قوله : ( فمنه يبتدئ الاحتساب إن جدد النية عنده للإتمام ).
قال الشارح : إنّ قوله : ( للإتمام ) تعليل للصحة حينئذ ، والتقدير : ويصح ذلك لكونه طوافا تاما مستجمعا ما يعتبر فيه (٣). وفيه بعد ، لأنّ المتبادر من العبارة تجديد النية للإتمام.
وحكى ، أن على النسخة التي بخط المصنف قيدا بغير خطه ، حاصله : أنّ المقصود بالإتمام إكمال الشوط الناقص ، بحيث لا يجعل المبتدأ منتهى ، ويبتدئ الطواف منه ، ثم يأتي إلى الحجر (٤).
ولا محصل لهذا ، لأنه إن جعل ذلك تعليلا للصحة كان تقدير الكلام : ويصح لإتمام الشوط الناقص ، بحيث لا يجعل المبتدأ منتهى إلى آخره ، كان فساده ظاهرا ، فإنه لا رابطة بين الصحة وإتمام الشوط الناقص أصلا ، مع عدم انتظام قوله : « بحيث لا يجعل » الى آخره ، معه.
__________________
(١) المختلف : ٢٩٢.
(٢) الدروس : ١١٤.
(٣) إيضاح الفوائد ١ : ٢٩٨.
(٤) إيضاح الفوائد ١ : ٢٩٨.