اجتهاد زيد بن أرقم الذي لم يُتابع عليه ، ولعله أراد المعنى اللغوي لأهل البيت دون الشرعي المتواتر الذي يستبعد خفاؤه على مثله ، وهو الأنسب في توجيه قوله.
وسوف يتضح فساد هذه الأقوال الثلاثة من خلال مناقشة المعتمد من الأقوال لدى المسلمين في بيان المراد بأهل البيت في آية التطهير.
قد ذكرنا أن المعتمد قولان لا غير ، وهما :
القول الأول : إن المراد بأهل البيت هم أهل الكساء فقط ، وهم :
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهمالسلام ، وهو قول الشيعة الإمامية.
القول الثاني : هم أهل الكساء عليهمالسلام مع أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعليه جمهور أهل السنة.
والملاحظ هنا هو أن القدر المشترك بين القولين المختلفين واقع في أصحاب الكساء عليهمالسلام دون غيرهم ، وعلى هذا يكون إجماع الأُمة بشأن أهل الكساء محققاً ، وبشأن نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مفقوداً.
هذا ، وقد انحصرت أدلة القول الثاني بدليلين لا ثالث لهما ، وهما :
الدليل الأول : شمول آية التطهير لنساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما ورد في بعض طرق أحاديث الكساء ، وبالتحديد الخبر الحاكي عن دخول أُم سلمة (رضي اللّه عنها) مع أهل البيت عليهمالسلام في حديث الكساء.
الدليل الثاني : مجيء آية التطهير وسط آيات تتحدث عن الأزواج ، بمعنى