فالمراد بالآل الذين شملتهم الصلاة مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هم أهل بيته عليهمالسلام ، وقد اتفقت كلمة أغلب اللغويين والمفسرين على ذلك.
قال ابن الأثير : قد اختلف مَنْ آل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فالأكثر على أنهم أهل بيته. (١)
وقال الرازي : أقول : آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكل من كان أمرهم إليه أشدّ وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شكّ أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلّق بينهم وبين رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أشدّ التعلّقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل.
وأيضاً اختلف الناس في الآل ، فقيل : هم الأقارب ، وقيل : هم أُمّته ، فإن حملناه على القرابة فهم الآل ، وإن حملناه على الاُمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل ، فثبت أن على جميع التقديرات هم الآل ، وأمّا غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه (٢).
جاءت لفظة ذي القربى في القرآن الكريم أكثر من مرّة ، وكان المراد منها في كل مرّة يختلف عن الآخر ، وتحديد مدلولها يرتبط بسياق الكلام والقرائن المحتفّة به وماهية المضاف له ، ممّا يعكس عمومية هذا المفهوم.
وقد ورد هذ اللفظ في القرآن وأُريد به قربى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما في آية المودة : ( قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (٣).
__________________
(١) النهاية / ابن الأثير (مادة أهل).
(٢) تفسير الرازي ٩ : ٥٩٥ ـ تفسير الآية ٢٣ من سورة الشورى.
(٣) سورة الشورى : ٢١ / ٢٣.