له ، فقال : اشهد بما هو علمك. قلت : إنّ ابن أبى ليلى يحلفنا الغموس (بغموس) ، فقال : احلف إنّما هو على علمك (١) » (٢).
واضمارها لايضرّ بعدما كان المضمر من أجلاّء الأصحاب الذين لايحتمل في حقهم الرواية من غير الإمام عليهالسلام. على أنّ الاضمار هو فى رواية الكافي ، (٣) وإلاّ فالشيخ نقلها مسندة إلى الإمام عليهالسلام. (٤)
٢ ـ وأمّا أنّ مستند العلم لابدَّ من كونه الحس أو مايقرب منه ، فذلك :
اما لأنّ سكوت الروايات عن بيان مستند الشهادة يفهم منه إيكال القضية إلي العرف ، وهو يعتبر ماذكر.
أو لأنّ الشهادة عن حدس لادليل على اعتبارها فلاتكون حجة ، بخلاف ماكانت عن حس ، فإنّها القدر المتيقن من دليل جواز الشهادة ، وهكذا إذا كان مستندها يقرب منالحس ، حيث لايحتمل الفرق بينها وبين ما إذا كانت مستندة إلى الحس مباشرة.
ثم إنّه ممّا يؤكد اعتبار كون المدرك العلم عن حس او ما يقرب منه رواية علي بن غراب عن أبى عبداللّه عليهالسلام : « لاتشهدنّ بشهادة حتى تعرفها كما تعرف كفّك » (٥) ، فإنّ ضعفها بابن غراب وغيره لايمنع من التمسّك بها على مستوى التأييد.
ومثلها مارواه المحقق فى الشرائع عن النبى صلىاللهعليهوآله مرسلاً حينما سئل عن الشهادة :
__________________
١ ـ فى الوافي : ١٦ / ١٠٣٤ ، الغموس : الأمرالشديد الغامس فى الشدّة.
« إنّما هو على علمك » : يعنى إنّما تشهد أو تحلف على ما تعلم من ذلك دون ما لاتعلم.
٢ ـ وسائل الشيعة : ١٨ / ٢٤٥ ، باب ١٧ من أبواب الشهادات ، حديث ١.
٣ ـ الكافي : ٧ / ٣٨٧.
٤ ـ تهذيب الأحكام : ٦ / ٢٦٢.
٥ ـ وسائل الشيعة : ١٨ / ٢٥٠ ، باب ٢٠ من أبواب الشهادات ، حديث ١.