المزبور ، بل وإن لم تكن منه ، لأن الموجود فيما حضرني من كتب اللغة أنها « الأرنبة » أي طرف الأنف أو طرفيها ، بل في كشف اللثام بعد أن حكاه عن بعض من عرفت قال : « ولم أعرف لهم موافقا من أهل اللغة فإن المعروف عندهم أنها الأرنبة أو طرفها حيث يقطر الرعاف ، والأرنبة عندهم طرف الأنف ويسمون الحاجز بالوترة ، وفي كتاب ظريف بالخيشوم ، وكذا روى عن الرضا عليهالسلام » ، (١) بل في المتن بعد أن ذكر ما سمعت ( وقال ابن بابويه ) (٢) ( هي مجمع المارن ، وقال أهل اللغة هي طرف المارن ) وعن الكنز والإيضاح أنها مجمع المارن والأنف ، وفي كشف اللثام « ومراد الصدوق بمجمعه إما رأسه فيوافق كتب اللغة ، أو الحاجز فإنه موصل كما أنه مفصل ».
وقد تكلف بعض الناس (٣) للجمع بين كلام أهل اللغة وبين ما سمعته من الأصحاب بما لا يرجع إلى حاصل ، بل ولا يرضى به الأصحاب الذين اعترفوا بأن ما ذكروه غير ما عند أهل اللغة كما هو ظاهر المصنف وغيره.
ومن هنا يشكل الحكم بأن في قطعها بالمعنى المزبور النصف فإن خبر ظريف ليس فيه إلا النصف فيها من دون تفسير لها ، فيتجه حينئذ بناء على العمل به ثبوت النصف بقطع الأرنبة كما عن الغنية والإصباح وأبي علي المفسرة بها في أكثر كتب أهل اللغة ، وفي بعضها بطرفيها ، إلا أن الأول أشهر وأوفق بالأصل ، بل قيل إنه قد يظهر من الغنية الإجماع فتأمل جيدا ، فإنه يمكن أن يقال بحصول الظن بما ذكره الأصحاب دون أهل اللغة مع إمكان كون المراد منها هنا ذلك وإن كان معناها لغة الأرنبة أو طرفها كما هو مقتضى اعترافهم بأنها لغة
__________________
(١) كشف اللثام ج ٢ ص ٣١٩ ـ الفقه المنسوب الى الرضا عليهالسلام ص ٤٢.
(٢) قال في الفقيه ج ٤ ص ٨١ : « قال مصنف هذا الكتاب رحمهالله : الروثة من الأنف مجتمع مارنه ».
(٣) راجع مفتاح الكرامة ج ١٠ ص ٣٨٩ ـ ٣٩٠.