المسلمين في اليوم الثاني من البيعة.
روى الكلبي مروية مرفوعة إلى أبي صالح ، عن ابن عباس رضياللهعنه : « أن علياً عليهالسلام خطب في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة ، فقال : ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان ، وكل مال أعطاه من مال الله ، فهو مردود في بيت المال ، فإن الحق القديم لا يبطله شيء ، ولو وجدته وقد تزوج به النساء ، وفرق في البلدان ، لرددته إلى حاله ، فإن في العدل سعة ، ومن ضاق عنه الحق فالجور عليه أضيق » (١).
قال الكلبي : « فبلغ ذلك عمرو بن العاص ، وكان بأيلة من أرض الشام ، أتاها حيث وثب الناس على عثمان ، فنزلها فكتب إلى معاوية : ما كنت صانعاً فاصنع ، إذ قشرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها » (٢).
وخلال حكومته عليهالسلام لم يكن يستأثر بشيء من الفيء ، ولا يخصّ به حميماً ولا قريباً (٣) ، وكان يقول عليهالسلام : « والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهّداً ، وأجرّ في الأغلال مصفّداً ، أحبُّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد ، وغاصباً لشيء من الحطام. وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلى البلى قفولها ، ويطول في الثرى حلولها ؟!
______________
(١) شرح ابن أبي الحديد ١ : ٢٦٩.
(٢) شرح ابن أبي الحديد ١ : ٢٧٠.
(٣) الاستيعاب ٣ : ٤٨.