يوجّه الرجل في لحده وينام على جانبه الأيمن ... » إلى آخر ما في رواية عمار المتقدمة ، بل هي عينها ، غير أنّها خالية عن تلك الفقرات المستوجبة للاضطراب.
وتبعه الشهيدان في الذكرى والروض (١) ، وعليه فلا اضطراب في الرواية بوجه.
بل ظاهر الذخيرة (٢) أنّهما رواية واحدة عن عمار ، وإن أسندها المحقق إلى حماد ، ولعلّه سهو من قلمه ، أو أنّ النسخة التي عنده كانت كذلك ، كما أنّ بعض نسخ التهذيب أيضاً كذلك.
ولكن صاحب الحدائق (٣) أنكر الاتحاد ، لعدم الموجب لذلك بعد أن نرى أنّ المحقق قد روى في المعتبر أخباراً زائدة على ما في الكتب الأربعة من الأُصول التي عنده ، فلعل هذه الرواية كانت من تلك الأُصول ، ولا سيّما وأنّ الاضطراب الموجود في تلك الرواية لم يوجد في هذه.
ولكن الظاهر أنّ ما ذكره السبزواري في الذخيرة هو الصحيح ، فانّ المحقق لو روى بإسناده عن حماد لأمكن القول بأنّه نقلها عن أصل وصل إليه ولم يصل إلينا ، ولأجله لم يذكر في الكتب الأربعة ولكنّه قدسسره عبّر بقوله : روى أصحابنا ، الظاهر في كون الرواية معروفة مشهورة ، ومعه كيف يمكن القول بأنّه رواها عن أصل غير معروف وصل إليه خاصة. إذن فالظاهر هو الاتحاد ، وأنّ ذكر حماد بدل عمار إمّا سهو منه نشأ من تشابه الكلمتين ، أو أنّ النسخة التي عنده كانت كذلك.
وعلى أيّ حال ، فعلى تقدير التعدد لا يمكن التعويل عليها ، لعدم العلم بطريقه إلى تلك الأُصول ، فتكون في حكم المرسل. والعمدة في الاستدلال ما
__________________
(١) الذكرى ٣ : ٢٧١ ، الروض : ٢٥١ السطر الأخير.
(٢) الذخيرة : ٢٦٢ السطر ٣٠.
(٣) الحدائق ٨ : ٧٦.