[١٤٢٨] مسألة ١٥ : يجب استدامة النيّة إلى آخر الصلاة ، بمعنى عدم حصول الغفلة بالمرّة بحيث يزول الداعي على وجه لو قيل له ما تفعل يبقى متحيِّراً (١) ، وأمّا مع بقاء الداعي في خزانة الخيال فلا تضرّ الغفلة ، ولا يلزم الاستحضار الفعلي (٢).
______________________________________________________
وهكذا الحال بناءً على تفسيرها بالإخطار الراجع إلى إحضار صورة العمل بتمامه في الذهن مقارناً للتكبير ، وهو أيضاً لا صعوبة فيه وإن كان الأوّل أسهل ، وما عدا ذلك هواجس نفسانية ، بل وساوس شيطانية ينبغي للعاقل الاجتناب عنها ، وعدم الاشتغال بها وإتلاف الوقت في سبيلها.
وقد حكي عن بعض الأكابر أنّه لو وجب على الإنسان أن يصلي بلا نيّة لتعذّر ، ضرورة أنّ الفعل الاختياري لا بدّ وأن يصدر مع القصد ولا يمكن تفكيكه عنه ، فالصعوبة إذن في ترك النيّة لا في فعلها.
(١) لكشف التحيّر عن زوال تلك النيّة الإجمالية الارتكازية عن أُفق النفس ، إذ مع بقائها لزم الالتفات إليها بأدنى توجه.
وبالجملة : فالعبرة في الاستدامة باستناد العمل بقاءً إلى ما كان مستنداً إليه حدوثاً ، من غير فرق إلاّ من ناحية الالتفات التفصيلي والإجمالي.
والوجه في وجوب الاستدامة واضح ، ضرورة عدم صدق الإتيان بتمام أجزاء المركب عن نيّة إلاّ بذلك.
(٢) أي في تمام حالات الصلاة تفصيلاً ، إذ مضافاً إلى تعذّره غالباً ، بل ومنافاته مع الخشوع وحضور القلب المرغوب فيه في الصلاة ، لا دليل عليه بوجه.