[١٥١٨] مسألة ٢٦ : مناط (*) الجهر والإخفات ظهور جوهر الصوت وعدمه ، فيتحقق الإخفات بعدم ظهور جوهرة وإن سمعه من بجانبه قريباً وبعيداً (١).
______________________________________________________
(١) ذكر جمع أنّ المناط في الجهر أن يسمع غيره ، وفي الإخفات أو أدنى الإخفات أن يسمع نفسه ، وهذا مضافاً إلى أنّه لا دليل عليه ، غير قابل للتصديق إذ الظاهر عدم تحققه في الخارج ، للملازمة بين سماع النفس وإسماع الغير ، ولو بأن يضع الغير اذنه على فم القارئ ، ففرض الخفت على حد يصل الصوت إلى إذن القارئ ولا يصل إلى اذن غيره بوجه ، حتى يتحقق سماع النفس دون سماع الغير ، مجرّد فرض لا واقع له ، ولو بدّلوا هذا التعريف بأنّ الجهر ما يسمعه البعيد والإخفات ما لا يسمعه القريب أيضاً إلاّ همساً كما هو مضمون مرسلة علي بن إبراهيم في تفسيره قال : وروى عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام « قال : الإجهار أن ترفع صوتك تسمعه من بعد عنك ، والإخفات أن لا تسمع من معك إلاّ يسيراً » (١) لكان له وجه (٢) لمعقوليته في نفسه ، وإن كان هذا أيضاً لا دليل عليه لضعف المرسلة.
__________________
(*) بل المناط هو الصدق العرفي ، ولا ينبغي الإشكال في عدم صدق الإخفات فيما يشبه كلام المبحوح ونحوه.
(١) الوسائل ٦ : ٩٨ / أبواب القراءة في الصلاة ب ٣٣ ح ٧ ، تفسير القمي ٢ : ٣٠.
(٢) بل لا وجه له ، لورود المرسلة في تفسير الجهر والإخفات المنهيين في الآية الشريفة ولا ترتبط بالمعنى المبحوث عنه منهما في المقام كما يظهر بملاحظة نص عبارة التفسير وهي هكذا : روي أيضاً عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام في قوله تعالى ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) قال : الإجهار أن ترفع صوتك تسمعه من بعُد عنك ، والإخفات أن لا تسمع من معك إلاّ سراً ( يسيراً ) ج ٢ ص ٣٠ ولعل منشأ الغفلة الاقتصار على ملاحظة الوسائل حيث حذف الآية الكريمة عن متن الحديث.