وهذه الرواية صحيحة السند ، إذ ليس في الطريق من يغمز فيه عدا الراوي الأخير ، والظاهر أنّه سالم بن مكرم المكنى بأبي خديجة مرّة وأبي سلمة اخرى فأبو خديجة كنية له لا لأبيه ، فما وقع في الوسائل في المقام من قوله : سالم بن أبي خديجة سهو من قلمه الشريف أو من النسّاخ. وقد ذكر قدسسره هذه الرواية بعينها في باب ٣٢ من الجماعة بحذف كلمة ابن فقال : عن سالم أبي خديجة (١) ، وكذا في التهذيب ٣ : ٢٧٥ / ٨٠٠ وهو صحيح كما عرفت.
وهذا الرجل أعني سالم بن مكرم قد وثقه النجاشي وقال : إنّه ثقة ثقة (٢) إلاّ أنّ الشيخ قدسسره قد ضعّفه في الفهرست (٣) صريحاً وإن وثقه في موضع آخر على ما حكاه العلاّمة (٤) ولكن الظاهر أنّ تضعيف الشيخ يبتني على تخيل اتحاده مع سالم بن أبي سلمة الكندي السجستاني وهو سهو منه بلا شك ، وقد أوضح ذلك سيدُنا الأُستاد ( دام ظله ) (٥) في المعجم ٩ : ٢٧ / ٤٩٦٦ فليلاحظ.
وكيف كان ، فلا ينبغي الريب في صحة السند ، ومن هنا عبّر عنها في الحدائق بالصحيحة (٦).
ولكنّها قاصرة الدلالة على الاجتزاء بالمرّة وإن ادعاها صاحب الحدائق ولعلّه باعتبار ذكر التسبيح مرّة واحدة في الركعتين الأوّلتين ، وهو كما ترى فانّ
__________________
(١) الوسائل ٨ : ٣٦٢ / ح ٦.
(٢) رجال النجاشي : ١٨٨ / ٥٠١.
(٣) الفهرست : ٧٩ / ٣٢٧.
(٤) الخلاصة : ٣٥٤ / ١٤٠٤.
(٥) [ هذا خروج عن رسم التقريرات ، وكم له نظير في هذه الموسوعة ].
(٦) لم أظفر على تصريح من الحدائق بذلك في المقام ولعلّه عبّر عنها بذلك في مقام آخر فلاحظ.