فقال البغوي في شرح السنّة : « رؤية النبيّ في المنام حقّ ، وكذلك جميع الأنبياء والملائكة » (١).
قال العلاّمة المجلسي : « واعلم أنّ العلماء اختلفوا في أنّ المراد رؤيتهم عليهالسلام في صورهم الأصليّة ، أو بأي صورة كانت ، ولا يخفى أنّ ظاهر حديث الرضا عليهالسلام التعميم ؛ لأنّ الرائي لم يكن رأى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولم يسأله عليهالسلام في أي صورة رأيته ؟ وحمله على أنّه عليهالسلام علم أنّه رآه بصورته الأصليّة بعيد عن السياق ، فإنّ من رأى أحداً من الأئمّة في المنام لم يحصل له علم في المنام بأنّه رآه ، ويقال في العرف واللغة أنّه رآهم ، وإن رأى الشخص الواحد بصور مختلفة ، فيقال : رآه بصورة فلان ، ولا يعدّون هذا الكلام من المتناقض » (٢).
وأمّا المفيد فله تفصيل في المقام ، فقال : « أمّا رؤية الإنسان للنبيّ أو لأحد الأئمّة عليهالسلام في المنام ، فإنّ ذلك عندي على ثلاثة أقسام :
قسم أقطع على صحّته ، وهو كلّ منام رأى فيه النبيّ أو أحد من الأئمّة ، وهو فاعل لطاعة أو آمر بها ، وناهٍ عن معصية أو مبيّن لقبحها ، وقائل بالحقّ ، أو داعٍ إليه ، وزاجر عن باطلٍ ، أو ذامٍّ لمن هو عليه.
وأمّا الذي أقطع على بطلانه فهو كلّ ما كان بضدّ ذلك ؛ لعلمنا أنّ النبيّ والإمام صاحبا حقّ ، وصاحب الحقّ بعيد عن الباطل.
وأمّا الذي يجوز فيه الصحّة والبطلان ، فهو المنام الذي يرى فيه النبيّ والإمام وليس هو آمراً ولا ناهياً ، ولا على حال يختصّ بالديانات ، ومثل : أن يراه راكباً ، أو ماشياً ، أو جالساً ، أو نحو ذلك ... » (٣).
_________________________
(١) بحار الأنوار : ٥٨ / ٢٣٧.
(٢) بحار الأنوار : ٥٨ / ٢٣٥.
(٣) مصابيح الأنوار : ٢ / ٨.