وإنّي لشديدة الشوق إليه ، والتلهّف عليه ، وأنا أسألك الدعاء له ، فإنّه أخوك من الرضاعة.
قالت : فقال لي أبو عبد الله : يا اُمّ داود ، فأين أنت من دعاء الإستفتاح والإجابة والنجاح ؟ وهو الدعاء الذي يفتح الله عزّ وجلّ له أبواب السماء ، وتتلقّى الملائكة ، وتبشّر بالإجابة ، وهو الدعاء المستجاب الذي لا يحجب عن الله عزّ وجلّ ، ولا لصاحبه عند الله تبارك وتعالى ثواب دون الجنّة.
قالت : وكيف لي يابن الأطهار الصادقين ؟
قال : يا
اُمّ داود ، فقد دنى هذا الشهر الحرام ـ يريد عليهالسلام شهر رجب ـ وهو شهر مبارك عظيم الحرمة : مسموع الدعاء فيه ، فصومي منه ثلاثة أيّام : الثالث عشر
والرابع عشر والخامس عشر ، وهي الأيّام البيض ، ثمّ اغتسلي في يوم النصف منه عند زوال الشمس ، وصلّي الزوال ثمان ركات ترسلين فيهنّ وتحسنين ركوعهنّ وسجودهنّ وقنوتهنّ ، تقرأ في الركعة الاُولى بفاتحة الكتاب ( قُلْ يَا
أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ، وفي الثانية ( قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدُ ) ، وفي الستّ البواقي من السور القصار ما أحببت ، ثمّ تصلّين الظهر ، ثمّ تركعين بعد الظهر ثمان ركعات تحسنين ركوعهنّ وسجودهنّ وقنوتهنّ ، ولتكن صلاتك في أطهر أثوابك في بيت نظيف ، على حصير نظيف ، واستعملي الطيب ، فإنّه تحيّة الملائكة ، واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يكلّمك أو يشغلك ، فإذا فرغت من الدعاء فاسجدي على الأرض ، وعفّري خدّيك على الأرض ، وقولي : لك سجدت ، وبك آمنت ، فارحم ذلّي وفاقتي وكبوتي لوجهي ، واجهدي أن تسبيح عيناك ، ولو مقدار رأس الذباب دموعاً ، فإنّه آية إجابة هذا الدعاء حرقة
القلب ، وانسكاب العَبرة ، فاحفظي ما علّمتك ثمّ احذري أن يخرج عن يديك إلى يد غيرك ، ممّن يدعو به لغير حقّ ، فإنّه دعاء شريف ، وفيه اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به
أجاب وأعطى ، ولو أنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً ، والبحار بأجمعها من دونها ،