بل يجب تحصيل حديث يعمل به ، والا عمل بالاحتياط لتواتر النص به وعند الأصوليين يجب العمل بذلك الظن وان خالف الاحتياط والقائلون بالاجتهاد كثيرا ما يعترفون في المسائل بعدم النص ثم يفتون فيها ومن تتبع وجد بعض تلك المسائل منصوصة بما يخالف تلك الفتوى أو يوافقها ومن تتبع كتب الاستدلال وكتب الحديث تحقق صدق هذه الدعوى.
كا ـ ان المجتهد إذا أفتى بظنه وكان الظن موافقا لألف حديث ثم مات فعند الأصوليين لا يجوز للمقلد أن يعمل بذلك الظن ولا بتلك الأحاديث بل يجب عليه العمل بظن مجتهد آخر حيّ وان كان مخالفا لتلك الأحاديث المتواترة وعند الأخباريين يجب العمل بتلك الأحاديث ان كانت دلالتها مفيدة للعلم ولو بانضمام القرائن والا فبالاحتياط
كب ـ ان من كان من العلماء عارفا بالأحاديث كلها مطلقا على جميع المقدمات المعتبرة في الاجتهاد إلا مقدمة واحدة أو نصف مقدمة أو مسئلة واحدة منها ، فعند الأصوليين لا يجوز له ان يعمل بعلمه ولا بشيء من تلك الأحاديث الصحيحة الصريحة وان كانت متواترة بل يجب عليه الرجوع الى المجتهد وان لم يكن في تلك البلاد مجتهد وجب عليه السفر اليه وان كان في بلاد بعيدة مسيرة سنة أو عشر سنين أو أكثر فإذا وصل اليه وجب عليه العمل بظنه وان خالف تلك الأحاديث كلها وكان خلاف الاحتياط أيضا ، وعند الأخباريين يجب عليه العمل بتلك الأحاديث التي استفاد منه العلم.
كج ـ ان الأصوليين في هذه الصورة يقولون يجب على هذا العالم ترك علمه ويقينه والعمل بظن غيره وان كان جاهلا بتلك الأحاديث إذا كان مجتهدا وعند الأخباريين لا يجوز ترك العلم واليقين والعمل بالظن ، وأمثال هذه الوجوه كثيرة جدا لا يخفى على من عرف الطريقتين
واعلم ان هذه الوجوه مبنية على اعتقاد أكثر الفريقين فان بين كل فريق