فقد قال أبو جعفر الباقر : « ثمّ بايع الحسين عليهالسلام من أهل العراق عشرون ألفاً ، ثمّ غدروا به وخرجوا عليه ، وبيعته في أعناقهم وقتلوه » (١).
والحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : « تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً ، وبؤساً لكم حين استصرختمونا ولهين ، فاصرخناكم موجفين ، فشحذتم علينا سيفاً كان في أيدينا ، وحمشتم علينا ناراً أضرمناها على عدوّكم وعدوّنا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم ، ويداً على أعدائكم ... » (٢).
ثمّ ناداهم الحرّ بن يزيد أحد أصحاب الحسين ـ وهو واقف في كربلاء ـ فقال لهم : « أدعوتم هذا العبد الصالح حتّى إذا أتاكم أسلمتموه ، وزعمتم أنّكم قاتلو أنفسكم دونه ، ثمّ عدوتم عليه لتقتلوه ... فصار كالأسير في أيديكم ... لا سقاكم الله يوم الظمأ الأكبر » (٣).
ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه : أنّه لمّا دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : « هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا »؟ (٤) أي من قتلنا غيرهم.
هذه الأشياء ليس من تفسيري بل علماء السنّة يقولون هكذا ، هل هذا صحيح؟
ج : كأنّك هنا تريد أحد أمرين أو كلاهما معاً :
الأوّل : إنّ شيعة الحسين عليهالسلام هم قتلته ، وهم الذين يبكون عليه.
الثاني : إنّ قتلة الحسين عليهالسلام هم الشيعة فلا ربط لذلك بيزيد وبني أُمية ، وبالتالي كُلّ ما ورد من ذمّ لا يعود لابن زياد ، وابن مرجانه ، وعمر بن سعد ، ويزيد بل يرجع على الشيعة.
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة ١١ / ٤٣.
٢ ـ الاحتجاج ٢ / ٢٤.
٣ ـ الإرشاد ٢ / ١٠٠.
٤ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٤٥.