وقال السيّد محسن الأمين : « وكانت هذه اللفظة تقال على من شايع علياً عليهالسلام قبل موت النبيّ صلىاللهعليهوآله وبعده » (١).
أمّا تاريخ الشيعة والتشيّع ، فقال عنه السيّد الأمين : « وسواء أكان إطلاق هذا الاسم عليهم يوم الجمل أم في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أو بعد يوم الجمل ، فالقول بتفضيل علي عليهالسلام وموالاته الذي هو معنى التشيّع كان موجوداً في عهد الرسول صلىاللهعليهوآله ، واستمر بعده إلى اليوم » (٢).
وأمّا الشيخ السبحاني فقال عنه : « وأمّا تاريخاً : والشيعة هم المسلمون من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان في الأجيال اللاحقة ، هم الذين بقوا على ما كانوا عليه في عصر الرسول في أمر القيادة ، ولم يغيّروه ولم يتعدّوا عنه إلى غيره ... ففزعوا في الأُصول والفروع إلى علي وعترته الطاهرة » (٣).
فليس للتشيّع تاريخ وراء تاريخ الإسلام ، ولا للشيعة أُصول سوى أنّهم رهط من المسلمين الأوائل في عصر الرسول صلىاللهعليهوآله ، ومن جاء بعدهم عبر القرون ، وجاء في مدح هذه التسمية ما رواه أبو بصير عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال : « ليهنئكم الاسم » ، قلت : وما هو جعلت فداك؟ قال : « الشيعة » ، قلت : إنّ الناس يعيّروننا بذلك ، قال : أمّا تسمع قول الله : ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ ) وقوله : ( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) (٤).
والشيعة فرق ومذاهب شتّى ، فمنها نحن الإمامية الاثنا عشرية ، ومنها : الزيدية والإسماعيلية ، والواقفية والفطحية ، والكيسانية والناووسية ، وغيرهم ، فإذا أطلق لفظ الشيعة أو الرافضة أو الإمامية فإنّما يقصدون الطائفة
____________
١ ـ أعيان الشيعة ١ / ١٨.
٢ ـ المصدر السابق ١ / ١٩.
٣ ـ بحوث في الملل والنحل ٦ / ١٠٢.
٤ ـ تفسير القمّي ٢ / ٢٢٣.