وعنه صلىاللهعليهوآله قال : « مثل الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحيّ والميت » (١).
وعن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده ، فليجعل لبيته نصيباً من صلاته ، فإنّ الله جاعل في بيته من صلاته خيراً » (٢).
وما روي عن ابن أبي الحديد : أنَّ الإمام عليهالسلام بعث الحسن عليهالسلام ليفرّقهم عن الجماعة في نافلة رمضان.
ففي شرح النهج : « روي أنَّ أمير المؤمنين عليهالسلام لمّا اجتمعوا إليه بالكوفة ، فسألوه أن ينصب لهم إماماً يصلّي بهم نافلة شهر رمضان ، زجرهم وعرّفهم أنّ ذلك خلاف السنّة فتركوه ، واجتمعوا لأنفسهم وقدّموا بعضهم ، فبعث إليهم ابنه الحسن عليهالسلام ، فدخل عليهم المسجد ومعه الدرّة ، فلمّا رأوه تبادروا الأبواب وصاحوا : وا عمراه » (٣).
ومن خلال التأمّل في الروايات المتقدّمة ، تراها أجمعت على النهي عن أداء صلاة التراويح جماعة ، غاية الأمر أنَّ بعض الروايات أرجعت النهي إلى أسباب خشية رسول الله صلىاللهعليهوآله أن تكتب عليهم أي أن تفرض عليهم فتكون جزءً من التشريع بتلك الكيفية.
فأعترف بأنّها بدعة وخلاف السنّة ، وهم يروون عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « كُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة في النار » (٤).
وأقول لمن يريد الحقّ : فليراجع المصادر ، ويبتعد عن التعصّب والجاهلية ، وليعلم بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لأصحابه : « ذَرُوني ما تركتكم ، فإنّما هلك
____________
١ ـ مسند أبي يعلى ١٣ / ٢٩١ ، الجامع الصغير ٢ / ٥٢٨ ، كشف الخفاء ٢ / ١٩٧.
٢ ـ مسند أحمد ٣ / ٣١٦ ، صحيح مسلم ٢ / ١٨٧ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٢ / ١٥٧ ، مسند أبي يعلى ٣ / ٤٤٦.
٣ ـ شرح نهج البلاغة ١٢ / ٢٨٣.
٤ ـ سنن النسائي ٣ / ١٨٩ ، السنن الكبرى للنسائي ١ / ٥٥٠ و ٣ / ٤٥٠ ، صحيح ابن خزيمة ٣ / ١٤٣.