٢ ـ أنّها خالفت أمر الله ورسوله ، الذي أمر نساء النبيّ صلىاللهعليهوآله بأن يقرن في بيوتهن ولا يخرجن منها ، قال تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) (١).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لنسائه في حجّة الوداع : « هذه ثمّ ظهور الحصر » (٢) ، والحال أنّها خرجت من بيتها ، وقادت الجيش لمحاربة المسلمين ، وقتل بسبب خروجها أكثر من عشرة آلاف مسلماً.
٣ ـ أنّها خرجت على إمام زمانها ـ الخليفة الشرعي الإمام علي عليهالسلام ـ وقاتلته ، وكانت تبغضه ولا تطيق ذكر اسمه على لسانها ، ولما سمعت بموته فرحت ، رغم أنّها سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي عليهالسلام مراراً وتكراراً : « يا علي لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق » (٣) ، إلى غير هذه الأُمور.
من المواقف التي تظهر عدم مودّتها لأهل البيت ، الذين أمر الله تعالى بمودّتهم بقوله : ( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (٤).
ولم تأت واحدة من نساء النبيّ الأُخريات بما أتت عائشة ، بل على العكس من ذلك ، كنّ ينتقدن عائشة بما تفعل ، ويحاولن منعها دون جدوى.
وخلاصة الكلام : إنّ قيام عائشة ببعض المخالفات لا يؤثّر على نزاهة النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وقد جعل الله تعالى زوجتي نبيّين من الأنبياء الكرام ـ نوح ولوط عليهماالسلام ـ مثلاً للذين كفروا ، ممّا يدلّ على أنّ كون المرأة زوجة نبيّ لا يعفيها من العقاب عند ارتكاب المخالفة والمعصية ، بل قال الله تعالى عن امرأة
____________
١ ـ الأحزاب : ٣٣.
٢ ـ مسند أحمد ٦ / ٣٢٤ ، سنن أبي داود ١ / ٣٨٨.
٣ ـ مسند أحمد ١ / ٩٥ و ١٢٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٣ ، فتح الباري ١ / ٦٠ و ٧ / ٥٨ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٥١ ، تاريخ بغداد ٨ / ٤١٦ و ١٤ / ٤٢٦ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٦ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠.
٤ ـ الشورى : ٢٣.