بكر وعمر ، فجلست بينه وبين عائشة ، فقالت لي عائشة : ما وجدتَ إلاّ فخذي أو فخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقال : « مه يا عائشة ، لا تؤذيني في علي ... » (١).
ج : في سند الرواية إسحاق بن عبدوس وهو غير موثّق ، ومحمّد بن بهار وهو غير موثّق أيضاً.
وفي متنها : أوّلاً : أنّ الإمام عليهالسلام جلس بينها وبين الرسول ، ولم يجلس على فخذها وفخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولكن لكرهها لعلي عليهالسلام جعلت حيلولته بينها وبين رسول الله سبباً في أن تتكلّم له بهذا الكلام الغير مهذّب.
فلم تصدّق في كلامها ، وما عهدنا من علي عليهالسلام غير الصدق ، أمّا عائشة فإنّها كذبت على رسول الله صلىاللهعليهوآله في قضية المغافير ، فلا مانع أن تكذب أيضاً على علي عليهالسلام.
وهذا نصّ تلك الرواية : عن عائشة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يشرب عسلاً عند زينب ابنة جحش ويمكث عندها ، فواطأت أنا وحفصة على أيّتنا دخل عليها فلتقل له : أكلت مغافير؟ إنّي أجد منك ريح مغافير!!
قال : « لا ، ولكنّي كنتُ أشرب عسلاً عند زينب ابنة جحش ، فلن أعود له ، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً » (٢).
ثانياً : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله غضب عليها ، وهذا ما يؤكّد افتراءها على علي عليهالسلام فإنّه معصوم ، والمعصوم لا يغضب إلاّ لله تعالى.
ثالثاً : إنّ الإمام علي عليهالسلام جلس مع وجود الرسول صلىاللهعليهوآله وأبي بكر وعمر ، وليس علي وحده.
ولكن الذي هو غير مناسب أن تجلس لوحدها مع رجلين ، كما رواه الترمذي في سننه ، عن أنس بن مالك قال : بين رسول الله صلىاللهعليهوآله بامرأة من نسائه ، فأرسلني
____________
١ ـ الأمالي للشيخ الطوسي : ٢٩٠.
٢ ـ صحيح البخاري ٦ / ٦٨.