ولا عداء شخصي للشيعة مع أحد أبداً ، وإنّك ترى أنّ أهل البيت عليهمالسلام يرحمون حتّى أعداءهم وقاتليهم ، ويبكون عليهم ويوصون بهم.
وترى أنّ الشيعة يتعاملون مع المسلمين كافّة كُلّ بحسبه ، فالمؤمن الصادق موقّر لديهم ، وإن كان ابن كافر ، والمنحرف مذموم لديهم ، وإن كان ابن أو أخ إمام.
فهذا عمّار وسلمان وأبو ذر والمقداد وأُمّ سلمة وعبد الله بن عباس ومحمّد بن أبي بكر ، وغيرهم من المؤمنين الملتزمين الممدوحين في الأحاديث الشريفة الصحيحة.
وها هو عبيد الله بن العباس وجعفر الكذّاب ، وغيرهم من السادة الهاشميين ، ولكنّهم يتبرّأون منهم ، ويبغضون أعمالهم.
فنحن لدينا موازين شرعية نضع الناس بحسبها لا بأهوائنا ولا بالنسب ، وإنّما بالتقوى والسيرة الحسنة ، أو العكس لأيّ شخص كائناً من كان.
وأمّا بخصوص عائشة ، فقد ثبت أنّها آذت رسول الله صلىاللهعليهوآله في كثير من المواقف ، كما في قصّة المغافير ، وتهديد الله تعالى لها أشدّ تهديد في القرآن لأحد من العالمين ، قال تعالى : ( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) (١) ، وكذلك في الكثير من أقوالها وأفعالها معه صلىاللهعليهوآله.
وكذلك موقفها من الإمام علي عليهالسلام بعد تحذير النبيّ صلىاللهعليهوآله إيّاها من ذلك الخروج ، وحرب أمير المؤمنين والخروج على إمام زمانها.
وأيضاً موقفها من دفن الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام مع جدّه صلىاللهعليهوآله ، وعدم إذنها بذلك ، وغير ذلك ممّا هو معلوم لدى الجميع.
فموقفنا ليس شخصياً وعداءً لذاتها ، بل هو موقف من أعمالها ، وعدم كونها بمستوى المسؤولية والموقع الرفيع ، بكونها زوجة خاتم النبيين صلىاللهعليهوآله ،
____________
١ ـ التحريم : ٤.