منهما شديد ، والله إنّ راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبة ، ولا تحل عقدة إلاّ في معصية الله وسخطه ، حتّى تورد نفسها ومن معها موارد الهلكة » (١).
وقد حذّر الله سبحانه قبل هذا نساء النبيّ صلىاللهعليهوآله من الخروج من بيوتهنّ وأمرهنّ بالقرار فيها بقوله : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) (٢) ، ولذا نقول : ما حكم من خرجت من بيتها ومدينتها بل وكُلّ بلادها ، وذهبت إلى بلاد أُخرى تبعد عنها آلاف الأميال ، وأشعلت كُلّ هذه الفتنة التي يراها البعض بداية لفتن صفّين والنهروان ، وثمّ تولّي معاوية على رقاب المسلمين ، ثمّ واقعة كربلاء ، وما جرى على المسلمين إلى يومنا هذا؟ التي يعدّها البعض نتيجة حتمية لضعف العرب والمسلمين بسبب الفتن التي أشعلها الأوائل بوجه الخلافة العلوية.
ولا نريد أن نشير هنا إلى قول النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله الذي رواه مسلم عن ابن عمر قال : خرج رسول الله من بيت عائشة فقال : « رأس الكفر من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان » (٣) ، بل جاء في صحيح البخاري عن عبد الله قال : قام النبيّ صلىاللهعليهوآله خطيباً ، فأشار نحو مسكن عائشة فقال : « هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ، من حيث يطلع قرن الشيطان » (٤).
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٢٣٣.
٢ ـ الأحزاب : ٣٣.
٣ ـ صحيح مسلم ٨ / ١٨١.
٤ ـ صحيح البخاري ٤ / ٤٦.